إنَّ الحمدَ للهِ نحمَدُهُ ونستعينُه ونستهدِيهِ ونشكرُهُ ونستغفرُهُ ونتوبُ إليهِ ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنَا ومِنْ سيِّئاتِ أعمالِنا مَنْ يَهدِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ ومَنْ يُضلِلْ فلا هادِيَ لهُ .وأشهدُ أنْ لا إِلَـهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ وَلا مَثيلَ لَهُ ولا نِدَّ ولا ضِدَّ لَهُ، جَلَّ رَبِّي لا يُشبهُ شَيئًا ولا يُشْبِهُهُ شَىءٌ ولا يَحُلُّ في شَىءٍ ولا يَنْحَلُّ منهُ شَىء، ليسَ كمثلِهِ شَىءٌ وهوَ السَّميعُ البَصِيرُ، وأشهدُ أنَّ سيّدَنا وحبيبَنا وعظيمَنا وقائدَنا وقرّةَ أعينِنَا محمَّدًا عبدُه ورسولُهُ وصفيهُ وحبيبُه، بَلَّغَ الرسالةَ وأدَّى الأمانةَ ونَصَحَ الأمَّةَ فجزاهُ اللهُ عنا خيرَ مَا جزَى نَبِيًّا مِنْ أنبيائِهِ. اللهمَّ صَلِّ على سيدِنا محمدٍ صلاةً تقضِي بِها حاجاتِنَا وتُفَرِّجُ بِها كُرباتِنا وَسَلِّمْ عليهِ وعلَى ءالِه سَلامًا كَثِيرًا.
أَمَّا بعدُ إخوةَ الإِيمان، فَإِنِّي أُوصيكُمْ ونفسِي بتَقْوَى اللهِ العَلِيِّ القَديرِ أَلا فَاتَّقوهُ وخافُوهُ. يَقولُ اللهُ تعالى في القُرءانِ العَظيمِ ﴿وَلتَكُن مِّنكُم أُمَّة يَدعُونَ إِلَى ٱلخَيرِ وَيَأمُرُونَ بِٱلمَعرُوفِ وَيَنهَونَ عَنِ ٱلمُنكَرِ وَأُوْلَٰئِكَ هُمُ ٱلمُفلِحُونَ ١٠٤﴾[1]
إخوةَ الإيمانِ والإسلامِ، إنَّ موضوعَ خُطبَتِنا اليومَ ينبغِي أَنْ نَخْرُجَ بهِ إلَى الناسِ لنتكَلَّمَ بهِ في البُيُوتِ، لِنَتَكَلَّمَ بهِ في الشوارعِ والطُّرقاتِ بينَ الكَبيرِ والصَّغيرِ، بينَ الرِّجَالِ والشبابِ والنساءِ وهوَ التحذِيرُ مِنْ كُفرٍ صريحِ وكَبيرٍ جِدًّا شَاعَ وَلِلْأَسَفِ عَلَى أَلْسِنَةِ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ أَلَا وَهُوَ مَسَبَّةُ اللهِ عزَّ وجلَّ والعياذُ باللهِ تعالَى، فهذَا الأمرُ الذِي فيهِ ذَمٌّ وافتِرَاءٌ ونقصٌ وَازْدِرَاءٌ وإساءَةٌ للهِ تَقْشَعِرُّ منهُ الأَبْدانُ وتَرْتَجِفُ منهُ القلوبُ وتذرِفُ منهُ العيونُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ الوَاحِدِ القَهَّار.
أيهَا الأحبَّةُ الكرامُ، مَنْ مِنَّا لا يَعْصِرُ قَلْبُهُ إذَا سَمِعَ إِنْسَانًا يَسُبُّ أمَّهُ أوْ أباهُ وهذَا مِنَ الكبائرِ والعياذُ باللهِ فكيفَ بمسبَّةِ الخالقِ ؟ كيفَ بمسبَّةِ اللهِ سبحانَهُ وتعَالى ؟
فهذِه الأمُّ أنتَ لا تسبُّها فكيفَ بمَنْ يسبُّ خالقَ الأُمِّ والطفلِ وهوَ الذِي مَنَّ عَلينا وأنعمَ عَلينا بِنِعَمٍ لا تُحصى ؟ أنعَمَ عَلينا بالصحّةِ، بِالْبَصَرِ وَالسَّمْعِ واللِّسانِ، بالطعامِ وَالشَّرابِ، بالنباتِ والثمارِ والفواكهِ، بالأنعَامِ، بالتذوقِ والشَمِّ واللمْسِ، بالأنهارِ وَالْبِحَارِ، بِعِلْمِ الدِّينِ، بِالْإِسْلامِ، فَكَيْفَ بَعْضُ الناسِ يسبّونَ اللهَ الذِي أنعمَ علينَا بنِعَمٍ لا تحصَى؟ لِيتكلَّمْ كلُّ واحدٍ مِنَّا بهذَا الموضوعِ أيِ بالتحذيرِ مِنْ مسبَّةِ اللهِ بينَ زملائِه في العمَلِ في الجامعةِ في المدرسةِ بينَ أهلِ بيتِه وجيرانِه عمَلًا بقولِه تعَالى ﴿كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِٱلمَعرُوفِ وَتَنهَونَ عَنِ ٱلمُنكَرِ وَتُؤمِنُونَ بِٱللَّهِ﴾[2]