إنَّ الحمدَ للهِ نحمَدُه ونستعينُه ونستَهْدِيهِ ونَشكُرُه ونستغفرُه ونتوبُ إليهِ، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا ومِنْ سيئاتِ أعمالِنا، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فلا هاديَ لَهُ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ولا مَثيلَ ولا ضِدَّ ولا نِدَّ لهُ. وأشهَدُ أنَّ سيِّدَنا وحبيبَنا وعظيمَنا وقائدَنا وقُرَّةَ أعيُنِنا محمَّدًا عبدُه ورسولُه وصفِيُّهُ وحبيبُه، مَنْ بَعثَهُ اللهُ رَحمةً لِلعالمينَ هَادِيًا وَمُبَشِّرًا وَنذِيرًا. اللهمَّ صلِّ على سيدِنا محمّدٍ صلاةً تقضِي بِها حاجاتِنا وتُفَرِّجُ بِها كُرُباتِنا وَتَكْفِينَا بِهَا شَرَّ أعدائِنَا وَسَلِّمْ عليهِ وعلَى ءالِه وصحبِه الطيبينَ الطاهرينَ تسليمًا كثيرًا.
أمّا بعدُ عبادَ الله، فإنِّي أُوصيكُمْ ونفسي بتقوى اللهِ العليِّ العظيمِ القائلِ في مُحكمِ كِتابِه ﴿وَمَا تُقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَيۡرٖ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَيۡرٗا وَأَعۡظَمَ أَجۡرٗاۚ﴾[1]
إخوةَ الإيمانِ عادَ حجاجُ بيتِ اللهِ الحرَامِ، عَادُوا مِنْ رحلةِ العُمرِ التِي تشتاقُ نفوسُ المؤمنينَ إليهَا لرؤيةِ الكعبةِ الْمُشرَّفةِ والحجرِ الأسودِ وحِجْرِ إسماعيلَ ومَقامِ إبراهيمَ ومِيزابِ الرحمةِ وعرفاتٍ وجبلِ النورِ وجبلِ الرحمةِ وغارِ حِراءٍ وجبلِ أُحُدٍ ومَقامِ حَمْزَةَ وبِئْرِ تَفْلَةَ والبَقيعِ وزَمزمَ، عادُوا مِنْ حَيثُ تَرْتَوِي نفسُ الظَّمْآنِ ونَفْسُ العاشِقِ الوَلْهَانِ بِزيارةِ سيدِ المرسلينَ وحبيبِ رَبِّ العالمين، سيِّدِنا وقائِدِنا وقُرّةِ أعيُنِنا محمّدٍ صلى الله عليه وسلم.
ها قد رَجَعْتَ أيُّها الحاجُّ مِنْ رِحلةِ طاعةٍ رحلةِ امْتِثَالٍ لِأَمْرِ البَارِئِ عزَّ وجلّ، فنسألُ اللهُ تعالى أن يكونَ حَجُّكَ مَبْرُورًا وسَعْيُكَ مَشْكُورًا.
إخوة الإيمان، ينتظرُ أهلُ الحُجاجِ أقارِبَهم وأحبَابَهم بِشَوْقٍ لِلقائِهم بعدَ غِيابٍ والاجتماعِ بِهِمْ بعدَ فِراقٍ ولِيَسْمَعُوا منهُمْ مَا حَصَلَ معهم مِنَ الخيرَاتِ في رِحلتِهم، وهم يَنتظرونَ منهُمْ بعضَ الهدايا مِنْ سِواكٍ وماءِ زمزمَ وتمرِ المدينةِ المنورةِ على ساكنِها أَفْضَلُ الصَّلاةِ والسَّلام.
ولكن إخوةَ الإيمانِ لا تَغْفُلُوا أَنْ تسألوا حُجَّاجَكُمُ الاستغفارَ لكم أيضا فقد وردَ في الحديثِ الذِي رواهُ البيهقيُّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ اللهمَّ اغْفِرْ لِلْحَاجِّ وَلِمَنِ اسْتَغْفَرَ لَهُ الحاجُّ اﻫ
إخوةَ الإيمانِ إذا تعلَّمَ المسلِمُ مَا وردَ فِي السواكِ وماءِ زَمْزَمَ والتَّمرِ لا سيما عجوةِ المدينةِ واستعمالِ السبحةِ ولُبْسِ القَميصِ والقَلَنْسُوَةِ وغيرِها مِنْ أشياءَ وردَ فيها ما وَردَ يعرفُ قيمةَ هذهِ الأشياءِ التِي يأتِي بِها الحَاجّ. فَحافِظُوا إخوَةَ الإيمانِ على هذِهِ العَادَاتِ فإنَّ عاداتِ السَّاداتِ سادَاتُ العَادَات. فَلْيَكُنِ السِّواكُ رفيقَكَ على مَدارِ العَامِ ولَيسَ لِشَهْرٍ فقط مِنْ وُصولِ الحَاجِّ. وحافِظْ مَا اسْتَطَعْتَ علَى لِباسِ المسلِمينَ وإِظْهَارِه، لا تَخْجَلْ مِنْ حَمْلِ السِّواكِ، لا تَخْجَلْ مِنْ لُبْسِ القَلنسوُةِ والقَميصِ، عوِّدُوا أولادَكُم علَى هذِه الأمورِ الحسنةِ فَإِنَّ استعمالَ السواكِ ولُبْسَ القميصِ والقلنسوةِ ليس مُنحصِرًا في مَوْسِمِ رُجوعِ الحجاجِ فقط.
Continue reading عودة الحجاج →