إنَّ الحمدَ للهِ نحمَدُه ونستعينُه ونستهديهِ ونشكرُه ونستغفرُه، مَنْ يهْدِ اللهُ فلا مضلَّ لهُ ومَنْ يُضْلِلْ فلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أن لا إلـهَ إلا اللهُ وحْدَهُ لا شريكَ لهُ ولا شبيهَ وَلا مِثْلَ وَلا نِدَّ لَهُ، وَلا حَدَّ ولا أعضاءَ لهُ، وَلا جهةَ ولا مَكانَ لهُ، ولا صورةَ ولا هَيْئَةَ ولا شَكْلَ لَهُ، لا يَحُلُّ في شَىءٍ ولا يَنْحَلُّ منهُ شَىْءٌ، وأشهدُ أنَّ سيّدَنا مُحَمَّدًا عبدُه ورسولُه. اللهمَّ صَلِّ وسلِّمْ علَى سَيِّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِه وصَفْوَةِ صَحْبِه.
أما بعدُ فيا إخوةَ الإيمانِ اتَّقوا اللهَ تعالَى وَاشْكُرُوهُ إِذْ بَلَّغَكُمْ شَهْرَ رمضانَ، وسَلُوهُ أَنْ يُعِينَكُمْ في هذا الشهرِ علَى اغْتِنامِ أوقاتِه بِالطاعاتِ والخيراتِ، فإنه مَوْسِمٌ عظيمٌ، يقولُ اللهُ سبحانَه وتعالى ﴿شَهرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِي أُنزِلَ فِيهِ ٱلقُرءَانُ هُدى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰت مِّنَ ٱلهُدَىٰ وَٱلفُرقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهرَ فَليَصُمهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَو عَلَىٰ سَفَر فَعِدَّة مِّن أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱليُسرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلعُسرَ وَلِتُكمِلُواْ ٱلعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُم وَلَعَلَّكُم تَشكُرُونَ ١٨٥﴾ وَمِنْ فَضائِلِ هذَا الشهرِ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ فيهِ القرءانَ إلى بيتِ العِزَّةِ في السماءِ الأُولى وكانَ ذلكَ في ليلةِ القدرِ. وكانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَخُصُّ هذَا الشَّهْرَ بِتِلاوةِ القُرءانِ أكثرَ منْ غيرِه، وكانَ صحابتُه والمسلمونَ مِنْ بعدِهم يُقْبِلُونَ على تِلاوةِ القرءانِ في هذا الشهرِ العظيمِ، فهو شهرُ القرءانِ.