Category Archives: خطب الجمعة

المِعراجُ المعجزةُ العظيمة

الحمدُ للهِ الذِي أَيَّدَ سَيِّدَنا محمدًا بالْمُعْجِزَاتِ الباهرةِ، والدِّلَالَاتِ الظَّاهِرَةِ. نَحْمَدُهُ سبحانَهُ وتعالَى أنْ جَعَلَنَا فِي أُمَّةِ هذا النَّبِيِّ الكَرِيمِ الذِي فَضَّلَهُ علَى العَالَمِين. وأشهَدُ أن لا إله إلا اللهُ الواحدُ الأَحَدُ، الفَرْدُ الصمدُ الذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ولَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ. وأشهدُ أنَّ سيّدَنا محمّدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، اللهمَّ صلِ وَسَلِّمْ على سيدِنا محمدٍ وعلَى ءالِه الطاهرينَ وَصَحابَتِهِ الطَّيِّبينَ ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلى يومِ الدِّين.

أما بعدُ فإِنِّي أُوصيكُمْ ونفسِي بِتَقْوَى اللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ القائِلِ في سورةِ الإسراءِ ﴿سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنۡ ءَايَٰتِنَآۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ ١[1]. إخوَةَ الإيمانِ كنَّا قد تكَلَّمْنا في الجمعةِ الماضيةِ عنْ مُعْجِزَةٍ من مُعْجِزَاتِ نَبِيِّنَا محمدٍ صلى الله عليه وسلم وَهِيَ إِسراؤُهُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ منَ المسجدِ الحرامِ إلى المسجدِ الأقصى الشريفِ، وَذَكَرْنَا بَعْضَ ما حَدَثَ في إِسْرَائِهِ حتى وَصَلَ إلى المسجدِ الأقصى وصلاتَهُ بالأنبياءِ إمامًا ونُتَابِعُ اليومَ إن شاءَ اللهُ تعالى الكلامَ عنِ الجُزْءِ الثانِي منَ المعجزةِ العظيمةِ أَلا وهو عُرُوجُهُ صلى الله عليه وسلم إلى السَّماواتِ العُلَا.
Continue reading المِعراجُ المعجزةُ العظيمة

الإسراءُ المعجزةُ العظيمة

الحمدُ للهِ مُكَوِّنِ الأكوانِ، الموجودِ أزلًا وأبدًا بلا مكان، الذي أَيَّدَ سيدَنا محمدًا بِالْمُعْجِزَاتِ الباهرةِ، والدِّلالاتِ الظاهرةِ. نحمَدُهُ سبحانَهُ وتعالى أن جعلَ هذا النبيَّ الكَريمَ أيسرَ الأنبياءِ شريعةً وأكثرَهُم مُعْجِزَاتٍ وأعظَمَهُمْ دَلَائِلَ وأوضَحَهُمْ ءاياتٍ وأَجْمَلَهُمْ خَلْقًا وخُلُقًا، وأفضَلَهُمْ رِفْعَةً لديهِ ومَنْزِلَةً، وأَعْلَاهُمْ في الدنيا والآخِرَةِ، فكانَ أَفْضَلَ الأنبياءِ والمرسلينَ ورسولًا إلى كافَّةِ العالمين. وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ الواحدُ الأحدُ، الفَرْدُ الصَّمَدُ الذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدُ ولمْ يَكُنْ لهُ كفوًا أحد. وأشهدُ أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُهُ ورسولُه، اللهمَّ صلِّ وسَلِّمْ على هذا النبيِّ الكريمِ وعلى ءالِهِ الطاهرينَ وصحابَتِهِ الطَّيِّبِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلى يومِ الدّين.

أمَّا بعدُ فإني أُوصِيكم بِتَقْوَى اللهِ العَظيمِ والسَّيْرِ عَلَى خُطَا رسولِهِ الكريم. يقولُ اللهُ تبارَكَ وتَعالَى فِي سورةِ الإسراءِ {سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنۡ ءَايَٰتِنَآۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ ١}[1]

إِخْوَةَ الإيمانِ تَمُرُّ علَيْنَا فِي هذَا الشَّهْرِ الكَرِيمِ ذِكْرَى الإِسْرَاءِ والمعراجِ، فإنها مُناسَبَةٌ سَامِيَةٌ لِذِكْرَى رَاقِيَةٍ يُحْتَفَلُ بِها لِعَظِيمِ مَدْلُولِها وَجَلالِ قَدْرِهَا، كَيفَ لا وَهِىَ مُعجزَةٌ كُبْرَى خُصَّ بِهَا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ النبيُّ الأُمِّيُّ العَربِيُّ الأَمِين وخَاتَمُ النَّبِيِّينَ صلواتُ رَبِّي وَسَلَامُه عليه فَكانَ إِسراؤُهُ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ المكرَّمةِ إلى المسجدِ الأَقْصَى الشَّريفِ وَمِعْرَاجُهُ إلَى السَّمواتِ العُلا وَوَصْفُهُ الأَقْصَى لأهلِ مَكَّةَ وصفًا دقيقًا دَلِيلًا قَاطِعًا وَبُرْهَانًا سَاطِعًا علَى صِدْقِ دَعْوَتِهِ وَحَقِّيَّةِ نُبُوَّتِهِ.

إخوَةَ الإيمانِ إنَّ معجزةَ الإِسراءِ ثابتةٌ بِنَصِّ القُرْءَانِ والأحَادِيثِ الصَّحيحَةِ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِذَلكَ قالَ العُلماءُ إِنَّ مَنْ أَنْكَرَ الإِسراءَ فَقَدْ كَذَّبَ القُرْءَانَ والذي يُكَذِّبُ القُرْءَانَ لا يَكُونُ مِنَ المسلِمين. وَكانَ إسراءُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ليلًا بِالرُّوحِ والجَسدِ يَقَظَةً، وليسَ ذلكَ بِعَزِيزٍ على الله.

بدَأَتْ رحلَةُ الإِسراءِ مِنْ بَيْتِ أُمِّ هَانِئٍ شقيقةِ عليِّ بنِ أبي طَالبٍ رضيَ اللهُ عنهُ حيثُ كانَ الرسولُ صلى الله عليه وسلم نائمًا معَ عَمِّهِ حَمْزَةَ وابنِ عَمِّهِ جعفرٍ رضيَ اللهُ عنهُما، هناكَ شُقَّ صَدْرُهُ شَقًّا حَقِيقِيًّا، مِنْ دُونِ أَنْ تُصِيبَهُ ءَالامٌ كالتِي تَحْصُلُ لِمَنْ تُجْرَى لَهُ العَمَلِيَّاتُ الجِرَاحِيَّةُ عَادَةً، غُسِلَ قَلْبُهُ وَمُلِئَ حِكْمَةً وَإِيمانًا حَتَّى يَتَهَيَّأَ لِمُشَاهَدَةِ عَجَائِبِ خَلْقِ اللهِ بِقَلْبٍ قَوِيٍّ، وكانَ قَدْ شُقَّ صَدْرُهُ قبلَ ذلكَ حينَ كانَ ابنَ سَنَتَيْن.

مِنْ بَيْتِ أُمِّ هَانِئٍ مِنْ مَكَّةَ المكرمَةِ بَدَأَ الإسراءُ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم، وفي المسجِدِ الحَرامِ أَرْكَبَهُ سيدُنا جبريلُ البُرَاقَ وهو دَابَّةٌ مِنْ دَوَابِّ الجنَّةِ يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ ءَاخِرِ مَدَى بَصَرِهِ، فَرَكِبَ النبيُّ خَلْفَ جِبريلَ عليه السلامُ، وَمَرَّ بالمدينةِ الْمُنَوَّرَةِ قبلَ أَنْ يُهَاجِرَ إِلَيْهَا، فَنَزَلَ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثم مَرَّ بِمَدْيَنَ مَدينَةِ النبيِّ شُعَيْبٍ عليهِ السلامُ، فَنَزَلَ وَصَلَّى رَكْعَتَيْن، ثم بِطُورِ سَيْنَاءَ فَنَزلَ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثم بِبَيْتِ لَحْمٍ حيثُ وُلِدَ سيدُنا عيسى عليه السلامُ فَنَزَلَ وصلَّى ركْعَتَيْنِ، حتى وصلَ إلى بيتِ الْمَقْدِسِ الذِي هو أَوَّلُ بَيْتٍ بُنِيَ لِعِبَادَةِ اللهِ تعالى بَعْدَ بِنَاءِ الكعبةِ الْمُشَرَّفَةِ في زَمَنِ ءادَمَ عليهِ السلامُ، فربَطَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم البُراقَ بِالحَلْقَةِ التِي يَرْبِطُ بِها الأنبياءُ، وَدَخَلَ المسجدَ وَقَدْ جَمَعَ اللهُ لَهُ جَمِيعَ الأَنْبِياءِ تَشْرِيفًا لَهُ وَتَعْظِيمًا وَقَدَّمَهُ جبريلُ عليهِ السلامُ إِمَامًا لَهُمْ جَمِيعًا لِبَيَانِ مَرْتَبَتِهِ عليهِ الصلاةُ والسلامُ وفَضْلِهِ عليهِم، وَقَدْ أَخَذَ اللهُ العَهْدَ قبلَ ذَلِكَ علَى كُلِّ نَبِيٍّ أنهُ إِنْ بُعِثَ مُحمدٌ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ حَيٌّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ وَلَيَنْصُرَنَّهُ، وَأَمَرَ كُلُّ نَبِيٍّ قَوْمَهُ بِمُقْتَضَى ذَلكَ العَهْدِ، فكانَ كُلُّ نبيٍّ يَعْرِفُ مُحمدًا صلى الله عليه وسلم مِنْ غَيْرِ أَنْ يَرَاهُ.
Continue reading الإسراءُ المعجزةُ العظيمة

قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق

الحمدُ للهِ الذي أَنْزَلَ علَى عبدِهِ الكِتَابَ لِيَكونَ لِلْعَالَمِينَ نَذيرًا، وعَلَّمَ نَبِيَّهُ مَا لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ فَصَارَ لِأُمّتِهِ مُعَلِّمًا وَبَشِيرَا وَنَذِيرًا، وأَوْحَى اللهُ إليهِ فقالَ ﴿وَلَا تَقۡتُلُواْ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۚ[1] فَحَذَّرَ أُمَّتَهُ لِئَلَّا يَرْتَكِبُوا إِثْمًا كَبِيرًا، وَلِئَلَّا يَكونُوا مَعَ الذينَ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ سَعِيرًا. وأشهدُ أن لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ ولا ضِدَّ ولا نِدَّ لَهُ وَلا زَوْجَةَ وَلَا وَلَدَ لَهُ.

وأشهدُ أنَّ سيدَنا وحبِيبَنا ومَلاذَنا ومُعَلِّمَنَا وَقُرَّةَ أَعْيُنِنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ وَنَبِيُّهُ وخَلِيلُه بَلَّغَ الرسالةَ وأدَّى الأمانةَ ونَصَحَ الأُمَّةَ وَجَاهَدَ في اللهِ حَقَّ الجِهَاد، اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ وأَكْرِمْ وأَنْعِمْ علَى سَيِّدِنا محمدٍ وعلَى جَميعِ إِخوانِه النَّبِيِّين.

أما بعدُ فَأُوصِى نَفْسِى وأُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ العليِّ العظيمِ القَائِلِ في كِتابِه العَزِيزِ ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلۡتَنظُرۡ نَفۡس مَّا قَدَّمَتۡ لِغَدۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ ١٨[2]

إخوةَ الإيمانِ، اعْلَمُوا أنَّ مِنْ أَكْبَرِ مَا تَجْنِيهِ اليَدَانِ قَتْلَ النَّفْسِ التِى حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بالحقِّ، قالَ صلّى الله عليه وسلم في الحديثِ الذِى فيهِ بَيَانُ السَّبْعِ الْمُوبِقَاتِ وَقَتْلُ النَّفْسِ التِى حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ[3] اهـ قَتْلُ المسلمِ بِغَيْرِ حَقٍّ أَكْبَرُ الكَبَائِرِ بعدَ الكُفْرِ فقدْ ثَبَتَ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ أَىُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ قالَ أَنْ تَجْعَلَ للهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ قالَ السَّائِلُ ثُمَّ أَىّ قالَ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ تَخَافُ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ قالَ ثُمَّ أَىّ قالَ أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ[4] اهـ وَحُرْمَةُ هذا القَتْلِ مَعْلُومَةٌ مِنَ الدِّينِ بِالضَّرورَةِ ظَاهِرَةٌ بينَ المسلمينَ وَمِمَّا يَدُلُّ عليهَا قولُ اللهِ تعالى ﴿وَلَا تَقۡتُلُواْ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۚ[5] وحديثُ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ في النَّار، يقولُ الرَّاوِى فَقُلْتُ يَا رسولَ اللهِ هذَا القَاتِلُ فَمَا بَالُ الْمَقْتُول قالَ إِنَّهُ كانَ حَرِيصًا علَى قَتْلِ صَاحِبِهِ[6] اهـ فقد بيَّنَ لنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في هذا الحديثِ أَنَّهُ إذَا اقْتَتَلَ الْمُسْلِمَانِ أَىْ إذَا قَصَدَ هذَا أن يَقْتُلَ هذَا وقصَدَ هذا أن يَقْتُلَ هذا وكانَ ذلكَ لأجلِ الدنيا أَىْ كُلٌّ منهُمَا كانَ طَالِبًا حَظًّا دُنْيَوِيًّا فَكِلَا الفَرِيقَيْنِ يَسْتَحِقَّانِ النَّار، فالقَاتِلُ في ذلكَ أَمْرُهُ ظَاهِرٌ لأنَّهُ قتلَ نفسًا مُسْلِمَةً ظُلْمًا أمَّا المقتولُ فَسَبَبُ اسْتِحْقَاقِهِ لِعَذَابِ اللهِ في الآخِرَةِ هُوَ أَنَّهُ كانَ حَرِيصًا عَلَى أَنْ يَقْتُلَ صَاحِبَهُ لِأَجْلِ الدُّنْيَا، حَمَلَ السِّلاحَ وقاتَلَ المسلمَ الآخَرَ على هَذِهِ النِّيَّةِ فَاسْتَحَقَّ عَذابَ اللهِ علَى مَعْصِيَتِهِ هَذِهِ. أمَّا إذَا كانَ أحَدُ الْمُسْلِمَيْنِ طَالبَ دُنْيَا والآخَرُ ليسَ مُقَاتِلًا لِأَجْلِ الدُّنْيَا بَلْ هُوَ مَظْلُومٌ قُصِدَ قَتْلُهُ ظُلْمًا وَلَمْ يَجِدْ مَخْلَصًا فَقَاتَلَ فَقُتِلَ أَوْ سَلِمَ وَقَتَلَ الْمُعْتَدِىَ الْمُهَاجِمَ فَلَا مَعْصِيَةَ عليهِ ولا يكونُ مِنَ الذينَ قالَ عنهُمْ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّهُمْ في النَّار، فالرسولُ صلّى الله عليه وسلم إنَّما قَصَدَ بِقَوْلِهِ إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا أَىْ لِأَجْلِ الدُّنْيا فَالقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّار، أَىْ أن يكونَ كِلَا الفَرِيقَيْنِ قِتَالُه لَا لِلدِّينِ بَلْ لِلدُّنْيَا كَحَالِ كَثِيرٍ مِنَ الْمُتَخَاصِمِينَ الْمُتَقَاتِلِين.
Continue reading قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق

التحذير من شرب الخمر والمخدّرات والوَشْم

إنَّ الحمدَ للهِ نحمَدُهُ ونستعينُهُ ونستهدِيهِ ونشكرُهُ ونستغفِرُهُ ونتوبُ إليهِ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنا ومِنْ سيّئاتِ أعمالِنا، مَنْ يهدِ اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ ومنْ يُضْلِلْ فلا هاديَ لَهُ وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شرِيكَ لهُ ولا مثيلَ لهُ ولا ضِدَّ لهُ ولا نِدَّ لهُ ولا شكلَ لهُ ولا صورةَ لهُ ولا أعضاءَ لهُ ولا جوارحَ لهُ ولا جهةَ لهُ ولا مكانَ لهُ. وأشهدُ أنّ سيّدَنا وحبيبَنا وعظيمَنا وقائدَنا وقُرَّةَ أعيُنِنا محمّدًا عبدُهُ ورسولُهُ وصفيُّهُ وحبيبُهُ، صلّى اللهُ على سيدِنا محمد صلاةً يَقضي بها حاجاتِنا ويفرِّجُ بها كُرُباتِنا وسلّمَ عليهِ وعلى ءالهِ وإخوانِهِ النّبيِّينَ والمرسلينَ سلامًا كثيرًا.

وبعدُ عبادَ الله فأُوصِي نفسِي وإيَّاكُم بتَقْوَى اللهِ العَظِيم وأُذَكِّرُكم بقولِه عزَّ وَجَلَّ ﴿وَٱتَّقُواْ يَوۡما تُرۡجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡس مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ ٢٨١[1]

يقولُ اللهُ تعالَى في القُرءانِ الكَريمِ ﴿وَتِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَقَدۡ ظَلَمَ نَفۡسَهُ[2]
Continue reading التحذير من شرب الخمر والمخدّرات والوَشْم