إنَّ الحمدَ للهِ نحمَدُه ونستعينُه ونستغفرُه ونستهديهِ ونشكرُه ونعوذُ باللهِ ِمنْ شرورِ أنفسِنا ومِن سيئاتِ أعمالِنا، مَنْ يهْدِ اللهُ فلا مضلَّ لهُ ومَنْ يُضْلِلْ فلا هاديَ لهُ. وأشهدُ أن لا إلـهَ إلا اللهُ وحْدَهُ لا شريكَ لهُ ولا مَثِيلَ ولا ضِدَّ ولا نِدَّ لَهُ. وأشهدُ أنَّ سيّدَنا وحبيبَنا وعظيمَنا وقائدَنا وَقُرَّةَ أَعْيُنِنا مُحَمَّدًا عبدُه ورسولُه وصفيُّه وحبيبُه مَنْ بعثَهُ اللهُ رحمةً للعالمينَ هاديًا ومبشّرًا ونذيرًا بلَّغَ الرسالةَ وأدَّى الأمانةَ ونصحَ الأُمَّةَ فجزاهُ اللهُ عنَّا خيرَ ما جَزى نبيًّا مِنْ أنبيائهِ. اللهُمَّ صَلِّ على سَيِّدِنا مَحمَّدٍ وعلَى ءالِ سَيِّدِنا محمدٍ كما صلَّيتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيِّدِنا إبراهيمَ وبَارِكْ عَلَى سيّدِنا محمَّدٍ وعلَى ءالِ سيّدِنا محمدٍ كمَا باركتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلَى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مجيدٌ.
عبادَ اللهِ أُوصِي نَفْسِي وأُوصيكُم بتقوى الله العليِّ القديرِ القَائلِ في مُحكمِ كتابِه ﴿كُلُّ نَفۡس ذَآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوۡنَ أُجُورَكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۖ فَمَن زُحۡزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدۡخِلَ ٱلۡجَنَّةَ فَقَدۡ فَازَۗ وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلۡغُرُورِ ١٨٥﴾[1].
إِخْوانِي تَفَكَّروا فِي الْحَشْرِ وَالْمَعَادِ، وَتَذَكَّرُوا حِينَ يَقُومُ الأَشْهَادُ فَإِنَّ فِي القِيامَةِ لَحَسَرَات، وَإِنَّ فِي الْحَشْرِ لَزَفَرَات وَإِنَّ عندَ الصِّراطِ لَعَثَرَات وإِنَّ عندَ الميزَانِ لَعَبَرَات وَإِنَّ الظُّلمَ يَومَئِذٍ ظُلُمَاتٌ والكُتبَ تَحوِي حَتَّى النَّظَرَات وَإِنَّ الحسرَةَ والنَّدَمَ علَى السَّيِّئاتِ والفَرحةَ والسُّرورَ علَى الحسنَات، فَريقٌ فِي الجنَّةِ يَرْتَقُونَ الدَّرجات، وفريقٌ فِي السَّعيرِ يَهْبِطُونَ الدَّرَكَات، ومَا بَيْنَكَ وبينَ هَذَا إِلا أَنْ يُقالَ فُلانٌ مَات، نَعَمْ أَيُّها الأحبَّة، فُلانٌ ماتَ كلمةٌ يُرَدِّدُها كَثيرٌ مِنَ النَّاسِ وَيَسْمَعُهَا كَثِيرٌ لَكنَّ السؤالَ لِمَنْ سَمِعَهَا هَلْ فَكَّرَ وَاعْتَبَر وَلِنَفْسِهِ حَاسَبَ وَلِتَقْصِيرِهِ جَبَرَ وسَأَلَ نفسَهُ مَاذا حَضَّرَ إذا قيلَ يومًا عنهُ فُلان مات.
Continue reading قبضُ الرُّوحِ وسُؤَالُ الْمَلَكَيْنِ مُنْكَرٍ وَنَكِير