إنَّ الحمدَ للهِ نحمَدُه ونستعينُه ونستغفرُه ونستهديهِ ونشكرُه ونعوذُ باللهِ ِمنْ شرورِ أنفسِنا ومِن سيئاتِ أعمالِنا، مَنْ يهْدِ اللهُ فلا مضلَّ لهُ ومَنْ يُضْلِلْ فلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أن لا إلـهَ إلا اللهُ وحْدَهُ لا شريكَ لهُ ولا مَثِيلَ ولا ضِدَّ ولا نِدَّ لَهُ. وأشهدُ أنَّ سيّدَنا وحبيبَنا وعظيمَنا وقائدَنا وَقُرَّةَ أَعْيُنِنا مُحَمَّدًا عبدُه ورسولُه وصفيُّه وحبيبُه مَنْ بعثَهُ اللهُ رحمةً للعالمينَ هاديًا ومبشّرًا ونذيرًا. اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ على سيدِنا محمدٍ وعلى ءالِه وصحابتِه الطَّيِّبينَ الطَّاهِرِين.
أمّا بعدُ عبادَ اللهِ فإِنِّي أُوصيكُمْ ونفسِي بِتَقْوَى اللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ القَائِلِ في مُحْكَمِ كِتابِه ﴿يَٰٓأَيُّهَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَيۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَٰمُ رِجۡسٞ مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ فَٱجۡتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ٩٠﴾[1] وقال تبارك وتعالى ﴿وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمۡۚ﴾[2] فأفْهَمَتْنَا الآيةُ الأولَى تحريمَ الخمرِ ومَا ذُكِرَ مَعَهَا وَأَفْهَمَتْنَا الآيةُ الثانيةُ أنَّ كلَّ ما يُؤَدِّي بِالإِنسانِ إلى الهلاكِ فهو حرامٌ أَنْ يَتَعاطَاهُ وفي حديثِ أبي داودَ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ وَمُفْتِر اهـ فَالْمُخَدِّراتُ تدخُلُ تحتَ كلمةِ مُفتِر وهو مَا يُحْدِثُ في الجِسمِ والعَينِ أَثَرًا ضَارًّا.
إخوةَ الإيمانِ لقد تفشَّى في مجتَمعاتِ المسلمينَ في هذهِ الأيامِ لا سيَّما بينَ الشبابِ ءَافَةٌ مُهْلِكَةٌ ءافَةٌ مُدَمِّرَةٌ أَلا وَهِيَ تعاطِي الْمُخَدِّراتِ والإِدْمانُ على شُرْبِ الخمرِ. إنَّ هذهِ الآفةَ لَوْ تُرِكَتْ يَا إِخْوَةَ الإِيمانِ قَدْ تَصِلُ إلَى بَيْتِ أَيِّ واحِدٍ مِنْكُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَلا يَتَوَقَّع.