الحمدُ للهِ الواحِدِ القَهَّارِ العزيزِ الغفّارِ مُكَوِّرِ اللَّيلِ على النهارِ تذكرةً لأُولِي القلوبِ والأَبْصَارِ وتبصرِةً لِذَوِي الأَلْبَابِ وَالاعتِبار وصلَّى اللهُ علَى سيدِنا محمدٍ وعلى ءالِه وصحبِه الطيِّبينَ الطَّاهِرينَ وَسلَّم، وأَشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ وأشهَدُ أنَّ سيِّدَنا وحبيبَنا وعظيمَنا وقائدَنا وقُرَّةَ أعيُنِنا محمَّدًا عبدُه ورسولُه وصفِيُّهُ وحبيبُه صلَّى اللهُ عليهِ وعَلى كلِّ رسولٍ أرسلَهُ مَنْ بَعثَهُ اللهُ رحمةً للعالَمينَ هادِيًا وَمُبَشِّرًا ونَذِيرًا بَلَّغَ الرسالةَ وأَدَّى الأمانةَ ونَصحَ الأُمّةَ فجزاهُ اللهُ عنّا خيرَ ما جزَى نبيًّا مِنْ أَنْبيائِه.
أمّا بعدُ عبادَ الله فإنّي أُوصيكُمْ ونفسي بتقوى اللهِ العليِّ العظيمِ القائلِ في مُحكمِ كِتابِه في سورةِ الفَتْح ﴿وَمَن لَّمۡ يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ فَإِنَّآ أَعۡتَدۡنَا لِلۡكَٰفِرِينَ سَعِيرا ١٣﴾ إخوةَ الإيمانِ إنَّ مِمّا يجبُ علَى الْمُكَلَّفينَ الإيمانَ باللهِ ورسولِه وهو أَصْلُ الوَاجباتِ وأفضَلُها وأَعلاهَا وأَوْلاهَا فأَمَّا الإيمانُ بِاللهِ فهو الاعتِقادُ الجازِمُ بوجودِه تعالى علَى ما يليقُ بهِ فهو تعالى موجودٌ لا شكَّ في وُجودِه موجودٌ بِلا كيفيَّةٍ ولا كَمِّيَّةٍ ولا مَكانٍ وَلا جِهة، وأمّا الإيمانُ برسولِه محمدٍ صلى الله عليه وسلم فهو الاعتقادُ بِأنَّ محمدَ بنَ عبدِ اللهِ هو رسولُ اللهِ إلى الإنسِ والجنِّ وأنهُ صادقٌ في كُلِّ مَا يُبَلِّغُه عنِ الله.