معرفة أوقات الصلوات والصيام

الحمد لله الذي جعل الشمس والقمر والأظلة مواقيت لذكره، وتفضل على عباده ومنَّ على الحامدين بحمده وشكره، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين محمد المصطفى المختار خير خلقه.

وبعد فإن الأصل في معرفة أوقات الصلوات والصيام والحج وأوائل الشهور وأواخرها هو منازل الشمس والقمر، فعن طريق الشمس وقياس الأظلة يعرف وقت الظهر والعصر، وعند مغيب قرصها كاملا يعرف وقت المغرب…..

وعن طريق رؤية الهلال يعرف بداية الشهر الهجري كرمضان لأداء الصيام وذي الحجة لأداء مناسك الحج والعيدين.

وفي العصر الحديث انبرى بعض العلماء إلى مراقبة أوقات الصلوات على مدى سنين فكانت التقاويم التي سهلت على المسلمين في أقطار الأرض أداء الطاعات.

وقد أخذت جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية على عاتقها هذا العام وككل عام نشر التقويم السنوي الذي يتحقق به العديد من المصالح الدينية العامة ومنها تسهيل أداء الصلوات التي تختلف أوقاتها باختلاف البلدان والأقاليم وللاستئناس بمعرفة أوائل الشهور وأواخرها إذ اليقين فيها لا يكون إلا بمراقبة الأهلة.

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن خيار عباد الله الذين يراعون الشمس والقمر والأظلة لذكر الله} رواه الترمذي. وبناءً على هذا ينبغي معاينة الأوقات الخمسة بالنظر للقادر بعد تعلمها حسب ما جاء في حديث جبريل الذي رواه مسلم وأبو داود وغيرهما أن جبريل صلى برسول الله في غد ليلة المعراج الظهر حين زالت الشمس عن وسط السماء وحصل ظل زائد على الظل الباقي عند بلوغ الشمس وسط السماء قدر شراك النعل أي قدر سير النعل الذي يكون على ظهر القدم في عرضها وهو قريب من من عرض إصبع، ثم جاء للعصر فصلى به حين صار الظل مثل الشاخص أي هذا الظل الزائد لما كان مساويا للشاخص، والمغرب حين غابت الشمس، والعشاء حين غاب الشفق الأحمر، ثم الصبح حين طلع الفجر أي البياض المعترض في الأفق الشرقي.

وروى البخاري وغيره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: { إذا غربت الشمس من ههنا ( إلى المغرب) وجاء الليل من ههنا (وأشار إلى المشرق يعني ظلام الليل) فقد أفطر الصائم} أي جاز للصائم أن يفطر لأن أكبر علامات الغروب أن يجيء الظلام من المشرق وكان عمل المسلمين على هذا إلى أن عمل بعض المسلمين في هذه العصور الأخيرة هذه الرزنامات على حسب ما رأوا أن هذه توافق العلامات التي علمها الرسول أمته، لكن ليس كل من يفعلها عدولا بل منهم من يفعلها للتجارة لكسب المال فلا ينبغي ترك الأصل. والمؤذن الثقة العارف بهذه المواقيت الأصلية يجوز اعتماده لهذه الأوقات لكن كثير من المؤذنين لا يعرفون هذه المواقيت الأصلية فليسوا عدولا لأن تعلم هذه المواقيت الأصلية فرض على المكلف ومن أهملها فلا يكون عدلا. وقد قال الفقهاء في المذاهب الأربعة: تعلّم أدلة القبلة فرض كفاية، وأما عند السفر فهي فرض عيني، وما أكثر من أهمل هذا الفرض اليوم. ومن أدلتها النجم. قال الفقهاء: ويجوز الاعتماد على قبلة المسجد المعتمد الذي مضى عليه زمان طويل يصلي المسلمون فيه، فقد تقرر في الشرع أن الله لا يقبل عملا إلا بموافقة الشريعة.