f2a3c948-f935-473a-ae72-ab643cf693cd

احياء ليلة السابع والعشرين من رمضان 1446 هجري

 

GR 105 AR

AR-المحدود

 

التحذيرُ مِنْ مَسَبَّةِ الله

إخوةَ الإيمانِ، إنَّ اللسانَ نِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ مُوجِبَةٌ لِشُكْرِ الْمُنْعِمِ .. وشكرُ الْمُنْعِمِ علَى هذهِ النِّعمةِ يكونُ بتركِ اسْتِعْمَالِهَا فيمَا حَرَّمَ اللهُ .. ومِنَ الناسِ مَنْ لا يَشْكُرُ اللهَ على هذهِ النِّعْمَةِ فيُطلِقُونَ ألسِنَتَهُمْ بِما لا يجوزُ لهمُ النُّطقُ بهِ وكثيرٌ مَا هُم .. ومِنْ ذلكَ إخوَةَ الإيمانِ الكَذِبُ وشَتْمُ المسلِمِ بغيرِ حَقٍّ والغِيبَةُ والنَّمِيمَةُ وإِشْعَالُ الفِتْنَةِ بينَ المسلِمينَ وَأَذِيَّتُهُمْ بِالكَلامِ وغيرُ ذلكَ مِنْ مَعاصِي اللِّسانِ .. ومِنهم إخوةَ الإيمانِ مَنْ يَصِلُ إلَى أَكْبَرِ الظُّلمِ أَلا وَهُوَ الكُفْرُ والعِياذُ بِاللهِ .. فتَرَى الواحدَ منهم بدَلَ أَنْ يُعَظِّمَ نِعْمَةَ اللهِ عليهِ يَسْتَعْمِلُها في مَسَبَّةِ اللهِ .. في شَتْمِ اللهِ والعياذُ بِالله .. منهم مَنْ إذَا غَضِبَ سَبَّ اللهَ والعياذُ بِاللهِ .. ومنهم مَنْ يَسُبُّ اللهَ في حالِ الغَضَبِ وفِي حالِ الرِّضا ثم يزعُمُ أنّهُ مُسْلم .. هيهات .. مَنْ سَبَّ اللهَ لا يكونُ مُسْلِمًا فإِنَّ المسلمَ هُوَ مَنْ ءامَنَ وصدَّقَ واعْتَقَدَ أَنْ لا أحَدَ يَسْتَحِقُّ العبادةَ أي نِهايةَ التَّذَلُّلِ والخشوعِ والخضُوعِ إِلا الله وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ واجْتَنَبَ مَا يَنْقُضُ الإِسلامَ .. المسلمُ مَنْ عَقَدَ قلبَهُ علَى تَعظيمِ اللهِ الواحِدِ الأحَدِ التعظِيمَ الوَاجِبَ علَى الدّوامِ وأمَّا مَنْ سَبَّ اللهَ فهذَا لا يَكونُ مُعَظِّمًا لله .. مَنْ سبَّ اللهَ خرَجَ مِنَ الإسلامِ وصارَ مِنَ الكافِرينَ وَلا يُقْبَلُ قولُه بعدَ ذلكَ “أنَا كنتُ غَضْبَانَ وَلَمْ أُرِدْ أَنْ أَكْفُرَ” فَقَدْ بَيَّنَ علماءُ الإسلامِ أَنَّ كَوْنَ الشخصِ غاضِبًا لا يُنْجِيهِ مِنَ الوُقوعِ فِي الكُفرِ إِنْ تَعمَّدَ النُّطْقَ بِالكُفر، أي إِنْ لَمْ يَكُنْ حصولُ ذلكَ منهُ عَنْ سَبْقِ لِسان، فقَدْ نقَلَ الحافظُ النوَوِيُّ عن علماءَ الحنفِيَّةِ وأقرَّهُمْ علَى ذلكَ أنّهُ لَوْ غَضِبَ إنسانٌ علَى وَلَدِهِ أو غُلامِه فضَرَبَهُ ضَرْبًا شَديدًا فقالَ لهُ ءاخَرُ أَلَسْتَ مُسْلِمًا فقالَ لا مُتَعَمِّدًا كفرَ، ومعنَى كلامِ هؤلاءِ العُلماءِ أنَّ المسلمَ إذَا غَضِبَ غضبًا شديدًا علَى ولَدِه فَضرَبَه ضَرْبًا شديدًا بسببِ شدَّةِ غضبِهِ فقالَ لَهُ شَخْصٌ ءاخَرُ كيفَ تضرِبُهُ بهذِهِ القَسْوَةِ ألَسْتَ مُسْلِمًا لأنَّ مِنْ شأنِ المسلمِ أَنْ يكونَ رَحيمًا وَلا يَتَمَادَى في الضَّرْبِ الشَّديدِ للوَلدِ وإِنْ كانَ الشخصُ غاضِبًا فكانَ جَوابُ الضَّارِبِ (لا) أَيْ لَسْتُ مُسلِمًا مِنْ غيرِ سَبْقِ لِسانٍ وَمِنْ غَيْرِ أَنْ يَفْقِدَ وَعْيَهُ فَيُجَنَّ فَإِنَّهُ يَكْفُرُ ولا يكونُ غضبُه عُذْرًا لَهُ. …

جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية تقيم إفطارها السنوي

يوم الثلاثاء 11رمضان 1446 هـ الموافق 11/3/2025 أقامت جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية إفطارها السنوي بحضور رئيس جمعية المشاريع في ألمانيا الأستاذ حسن فخرو ولفيف من المشايخ وممثلين عن الجاليات العربية والإسلامية وشخصيات ورواد المسجد امتلأت بهم قاعة الاحتفال.

بعد تناول طعام الإفطار تلا الشيخ الأزهري محمود العطار ما تيسر من كتاب الله ثم كانت كلمة الجمعية ألقاها الأستاذ حسن فخرو جاء فيها:

إنهُ شهرُ رمضان.. ﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰت مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ﴾.. إنهُ مِيعَادُ إِصْلاحِ النُّفوسِ ورَشادِها .. وَحَبْسِ الشياطينِ وكَبْحِ جِمَاحِ فَسادِها.. …

فَلْنَغْنَمْ لَيْلَةَ القَدْرِ

يقول الله تعالى ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ ١﴾ أنزل القرءان جُمْلة واحدة من اللَّوح المحفوظ إلى بيت العزّة وهو بيت في السماء الدنيا في ليلة القدر وكانَتْ تلكَ السنةَ في ليلة الرابع والعشرين من رمضان. ثم صار جبريل عليه السلام يُنـزلُه على رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا فشيئًا على حسَب ما يؤمر من الله عزّ وجلّ على حسب الأسباب والحوادث إلى أن تمّ نزوله في نحو عشرين سنة.

وَلْيُعْلَمْ إِخْوَةَ الإيمانِ أَنَّ اللهَ تعالى مُتَّصِفٌ بِصِفَةِ الكَلامِ فهُوَ مُتَكَلِّمٌ بكلامٍ لا يُشْبِهُ كلامَ المخلوقينَ فَاللهُ تعالى ذَاتٌ لا يُشْبِهُ ذَوَاتِ المخلوقينَ مُتَّصِفٌ بِصِفَاتٍ لا تُشْبِهُ صِفَاتِ المخلوقينَ، فَكلامُهُ الذي هو صفةُ ذاتِه ليسَ حَرْفًا ولا صوتًا ولا لغةً عربيةً ولا غيرَها منَ اللُّغاتِ لا يَتَجَزَّأُ ولا يَنْقَسِمُ وَيُسَمَّى قُرْءَانًا وَهُوَ أَزَلِيٌّ أَبَدِيٌّ كسَائِرِ صِفاتِه وأمَّا اللَّفظُ الْمُنَزَّلُ على سَيِّدِنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم الذي يَقْرَؤُهُ المؤمنونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ويحفَظونَهُ في صُدورِهم ويكتُبُونَه في أَلْوَاحِهِمْ فهُوَ عبارَةٌ عن كلامِ اللهِ الذاتِيِّ الأزَلِيِّ الأبَدِيِّ ويُقالُ لَهُ كلامُ اللهِ بهذَا المعنَى لا بِمَعْنَى أَنَّ اللهَ مُتَكَلِّمٌ بِحَرْفٍ وصوتٍ وَلُغَةٍ لأنَّ الحرفَ والصوتَ واللُّغةَ أُمورٌ حَادِثَةٌ واللهُ أَزَلِيٌّ لا تَقُومُ بِذاتِهِ صِفَةٌ حادِثَةٌ وَيُسَمَّى كلامَ اللهِ تعالى لأنهُ ليسَ مِنْ تَأْلِيفِ مَلَكٍ وَلا بَشَرٍ. …

الزَّكَاة

ويقولُ النبيُّ الأعظمُ صلى الله عليه وسلم مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلَا فِضَّةٍ لا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إِلَّا إِذَا كانَ يَومُ القِيامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ فَأُحْمِيَ عليهَا في نَارِ جَهَنَّمَ فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعيدَتْ لَهُ في يَومٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمسينَ ألفَ سنَةٍ حتَّى يُقْضَى بينَ العِبادِ فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إلَى الجنّةِ وإِمَّا إلَى النَّارِ اهـ الحَدِيثَ، رواهُ مُسْلِمٌ.

فالزكاةُ إِخْوَةَ الإِيمانِ هِيَ أحدُ الأُمورِ التِي هِيَ أَعظمُ أمورِ الإِسلامِ، ومَنْعُ الزَّكاةِ مِمَّنْ وَجَبَتْ عليهِ مِنَ الكبائِرِ لِحديثِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لعنَ اللهُ ءاكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ وَمانِعَ الزَّكاة اهـ. والزكاةُ تجبُ عبادَ اللهِ في المواشِي الإِبلِ والبقرِ والغنَمِ أمَّا ما سِوَى ذلك مِنَ المواشِي فَلا زكاةَ فيها إِلّا إِنِ اتُّخِذَتْ لِلتِّجارَةِ، وَتَجِبُ في التَّمْرِ والزَّبِيبِ والزُّروعِ التِي تُتَّخَذُ قُوتًا في حالِ الاخْتِيارِ كَالقَمْحِ والشَّعيرِ والذُّرةِ والحِمَّصِ ونحوِ ذلكَ مِنَ الزُّروعِ وتجبُ الزكاةُ في الذهبِ وفِي الفِضَّةِ إِنْ كانَ قَدْ مَرَّ عليهِ عامٌ في مِلْكِ الشَّخصِ وكانَ نِصابًا وَهُوَ أوّلُ قَدْرٍ تَجِبُ فيهِ الزَّكاةُ وَأَوّلُ النِّصابِ نَحْوُ خمسةٍ وثمانينَ غراما مِنَ الذهبِ الصَّافي ونحوُ ستِّمائةِ غرام مِنَ الفضّةِ الصافيَةِ ومقدارُ الزَّكاةِ فيهَا ربعُ العُشر.

وإِنْ كانَ عندَهُ عُمْلَةٌ وَرَقِيَّةٌ بَلَغَتْ قيمتُهَا سِتَّمائةِ غرام منَ الفضَّةِ ومضَى عليهَا عامٌ بعينِها في مِلْكِهِ أَخرَجَ كذلكَ زكاتَها رُبعَ عشرِ قِيمَتِها.

وكذلكَ تَجبُ الزكاةُ في أموالِ التّجارةِ فإذَا ابْتَدَأَ إِنسانٌ تجارةً فَمَرَّ عليهِ عَامٌ يُقَوِّمُ قِيمَةَ البِضَاعَةِ التِي عندَهُ عندَما ينتهِي العامُ والمالَ الذي أتاهُ مِنْ هذهِ التجارَةِ وهو كانَ مَا زَالَ يُريدُ استعمالَهُ فيهَا يَنْظُرُ مَا قيمَةُ ذلكَ كُلِّهِ ثُمَّ يُخرجُ ربعَ العُشرِ زَكاةً عنهَا. …