Category Archives: تعاليم إسلامية

من هو التاجر الصدوق

الحمدُ للهِ نحمدُه ونستعينُه ونستهديهِ ونستغفِرُهُ ونستَرْشِدُهُ ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا ومِنْ سيئاتِ أعمالِنا مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ ولا شبيهَ ولا مَثِيلَ لَهُ مَهْمَا تَصَوَّرْتَ بِبالكَ فاللهُ بِخِلافِ ذلكَ وَمَنْ وَصَفَ اللهَ بِمَعْنًى مِنْ مَعَانِي البَشَرِ فَقَدْ كَفَرَ، وأشهدُ أَنَّ سیدَنا وحبيبَنا وقائِدَنا وَقُرَّةَ أَعْيُنِنَا محمدًا عَبْدُ اللهِ ورسولُه وصفيُّهُ وحبيبُه وخَلِيلُهُ، اللهمَّ صلِّ على سيدِنا محمدٍ وعلَى ءالِه وصحبِه الطيبينَ الطاهرينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بإِحسانٍ إلَى يَوْمِ الدِّينِ، أما بعدُ عبادَ اللهِ فَأُوصِي نَفْسِي وإياكُمْ بِتَقْوَى اللهِ العَظِيمِ فاتقوا اللهَ رَبَّكُمْ القَائِلَ كِتابِهِ الكَرِيمِ في سُورَةِ البَقَرَةِ {يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ حَلَٰلا طَيِّبا وَلَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّ مُّبِينٌ ١٦٨} وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الأَمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ اهـ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.

Continue reading من هو التاجر الصدوق

معجزة المِعراج

الحمدُ للهِ حَمدًا كثيرًا طَيِّبا مُباركًا فيهِ، الحمدُ للهِ الذِي بعثَ الأنبياءَ رحمةً للعالمينَ وتفضَّلَ على عِبادِه بإِظهارِ الْمُعْجِزَاتِ على أَيدِي أنبيائِه لِيُؤْمِنُوا بِهِمْ،  فَمَنْ شاءَ اللهُ لهُ الهُدى اهتدَى ومَنْ شاءَ أَضلَّ، وصلّى اللهُ على سيدِنا محمَّدٍ سيّدِ الخلقِ وأشرَفِ الوَرَى مَنْ شَرَّفَهُ اللهُ بِالمعراجِ في السَّمواتِ وَما شاءَ اللهُ مِنَ العُلا، مَنْ بَعَثَهُ اللهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ بِالحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَدَعَا إلَى الْهُدَى والخيرِ والرَّشَادِ ونَهى عنِ الشَّرِّ والفِتَنِ والفَسَادِ، بَلَّغَ الرِّسالةَ وأَدَّى الأمانَةَ ونَصَحَ الأُمَّةَ فجَزاهُ اللهُ عنَّا خيرَ مَا جَزَى نَبِيًّا مِنْ أَنْبيائِه.

أما بعدُ عبادَ اللهِ فإِنِّي أُوصيكُمْ ونفسِي بِتَقْوَى اللهِ العَلِيِّ القَدِيرِ الفعَّالِ لِمَا يُريدُ وهو على كُلِّ شَىءٍ قَدير. إخوَةَ الإيمانِ، بعدَ أَنْ صلَّى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بالأنبياءِ إِمامًا في بَيتِ المقدِسِ عُرِجَ بهِ إلَى السَّماءِ فَاسْتَفْتَحَ جبريلُ فَقِيلَ مَنْ أَنْتَ قالَ جِبريلُ قيلَ وَمَنْ مَعَكَ قالَ محمّدٌ قيلَ وَقَدْ بُعِثَ إليهِ (أيْ وَقَدْ بُعِثَ إليهِ لِيَعْرُجَ إلَى السَّماءِ، وَإِلّا فإِنَّ الملائكةَ تعلَمُ أَنهُ كانَ قَدْ بُعِثَ نَبِيًّا في ذلِكَ الوَقْتِ) فقالَ جبريلُ قَدْ بُعِثَ إليهِ. يقولُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ فَفُتِحَ لنَا فَإِذَا أَنَا بِآدَمَ فَرَحَّبَ بي ودعَا لِي بِخَيْرٍ ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إلَى السّماءِ الثانيةِ فَاسْتَفْتَحَ جبريلُ فقيلَ مَنْ أَنْتَ قالَ جبريلُ قيلَ وَمَنْ مَعَكَ قالَ مُحمَّدٌ قيلَ وَقَدْ بُعِثَ إليهِ قالَ وقَدْ بُعِثَ إليهِ فَفُتِحَ لنا فإذَا أنَا بِابْنَيِ الخالَةِ عيسَى ابنِ مريمَ ويحيَى بنِ زَكَرِيَّاءَ فَرَحَّبا وَدَعَوَا لِي بِخَيْر اﻫ وهكذَا ظَلَّ نبيُّنا محمّدٌ صلى الله عليه وسلم يَنْتَقِلُ مِنْ سَماءٍ إلَى سَماءٍ فَالْتَقَى فِي السماءِ الثالثَةِ بسيِّدِنا يوسفَ عليه السلامُ وَقَدْ أُعْطِيَ شَطْرَ الحُسْنِ أَمَّا فِي السَّماءِ الرَّابعَةِ فَقَدِ الْتَقَى بِإِدْرِيسَ وَكانَ كُلٌّ منهم يدعُو لهُ بالخيرِ ثمّ في الخامسةِ التقَى بهارونَ والتقَى بموسى في السادسةِ وفي السماءِ السابعةِ التقى بإبراهيمَ عليه السلام مُسْنِدًا ظَهْرَه إلى البيتِ الْمَعْمُورِ وإذَا هُوَ يَدْخُلُه كلَّ يومٍ سبعونَ أَلْفَ مَلَكٍ لا يعودونَ إِليه. وبعدَ ذلكَ ذَهَبَ سيدُنا جبريلُ بالنبيِّ محمّدٍ صلى الله عليه وسلم إلى سِدْرَةِ الْمُنْتَهى وإِذَا وَرَقُها كَآذَانِ الفِيَلَةِ وإذا ثَمَرُها كَالقِلال، قالَ عليهِ الصّلاةُ والسلامُ فأَوْحَى اللهُ إِلَيَّ مَا أَوْحَى فَفَرَضَ عليَّ خَمْسينَ صلاةً في كُلِّ يَوْمٍ وليلَةٍ فَنَزَلْتُ إلى موسَى فقالَ مَا فرضَ ربُّكَ علَى أُمَّتِكَ قُلْتُ خَمْسينَ صَلاةً قالَ ارْجِعْ إلَى رَبِّكَ - أي إلى المكانِ الذِي سَمِعَ فيهِ كلامَ اللهَ الذي ليسَ حرفًا ولا صوتًا ولا يُشْبِهُ كلامَ الخَلْقِ - فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لا يُطِيقُونَ ذلكَ فَإِنِّي قَدْ بَلَوْتُ بنِي إِسرائيلَ وخَبِرْتُهُم فَرَجَعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى المكانِ السَّابِقِ وسأَلَ اللهَ التَّخْفِيفَ وقالَ يَا ربِّ خَفِّفْ علَى أُمَّتِي، قالَ فَحَطَّ عنِّي خَمْسًا فَرَجَعْتُ إلى موسَى فقُلْتُ حَطَّ عنِّي خَمْسًا قالَ إنَّ أُمَّتَكَ لا يُطيقونَ ذلكَ فَاسْأَلْ رَبَّكَ التَّخْفِيفَ فَلَمْ يَزَلِ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُراجِعُ ربَّهُ حتَّى أَوْحَى إليهِ بِفَرْضِ خَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ كلُّ صلاةٍ كأنَّها عَشْرٌ فذلِكَ خمسونَ صلاةً وأوحَى اللهُ إليهِ أنَّ مَنْ هَمَّ بِحسنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها كُتِبَتْ لَهُ حسنةً فإِنْ عمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشْرًا وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تُكْتَبْ شَيئًا فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ سَيِّئَةً واحِدَةً اﻫ فَالحمدُ للهِ علَى فَضْلِهِ.

Continue reading معجزة المِعراج

معجزةُ الإسراء

الحمدُ للهِ ثمّ الحمدُ للهِ، الحمدُ للهِ وسلامٌ علَى عبادِه الذينَ اصْطَفَى،  الحمدُ للهِ الواحِدِ الأَحَدِ الفَرْدِ الصَّمَدِ الذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد، نحمدُه تعالى ونستهديهِ ونسترشِدُه ونعوذُ بِاللهِ مِنْ شُرورِ أَنْفُسِنا وسيئَاتِ أَعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَهُوَ المهتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا. والصَّلاةُ والسّلامُ الأَتَمَّانِ الأَكْمَلانِ على سيدِنا محمدٍ سيِّدِ ولدِ عدنانَ مَنْ أَيَّدَهُ اللهُ بالبُرْهانِ وأظهرَ شَرَفَهُ علَى سَائِرِ الأنبياءِ ليلةَ الإِسراءِ.

أما بعدُ معشرَ المسلِمينَ، فَإِنِّي أُوصِي نَفْسِي وأوصيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ العَلِيِّ العَظيمِ واعلَمُوا أنَّ اللهَ معَ الذينَ يَتَّقون. إخوةَ الإيمانِ تُطِلُّ علينَا مُنَاسَبَةٌ عَظِيمَةٌ أَلَا وَهِي ذِكرَى الإِسراءِ والمعراجِ. وَكلامُنا اليَوْمَ إِنْ شَاءَ اللهُ تعالَى على مُعجِزَةِ الإِسراءِ. قالَ اللهُ تبارَك وتعالَى في القُرْءَانِ الكَرِيم ﴿سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنۡ ءَايَٰتِنَآۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ ١[1] إخوَةَ الإيمانِ لَقَدْ ثَبَتَ الإِسراءُ بِنَصِّ القُرْءَانِ والأحَادِيثِ الصَّحيحَةِ وإِجْمَاعِ المسلِمينَ فَيَجِبُ الإِيمانُ بهِ. وقَدْ كانَ إِسْرَاؤُه صلَّى الله عليه وسلم في اليَقَظَةِ بِالرُّوحِ والجَسدِ وما هذَا علَى اللهِ بِعَزِيزٍ فَإِنَّهُ تبارَكَ وتعالَى علَى كُلِّ شىءٍ قَدِيرٌ لِذَا قالَ عُلماءُ الإسلامِ إِنَّ مَنْ أَنْكَرَ مُعجِزَةَ الإِسراءِ فَقَدْ كَذَّبَ القُرْءَانَ وَمُكَذِّبُ القُرْءَانِ لا يَكُونُ مِنَ المسلِمين.

وَتبدَأُ رِحلةُ الإسراءِ حيثُ أتَى جبريلُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بِدابَّةٍ هِيَ البُرَاقُ كُلُّ خُطْوَةٍ لَهُ مُنْتَهى أَقْصَى بَصَرِهِ لِيَرْكَبَهُ رَسولُ اللهِ وقَدْ رَوَى البيهقيُّ عن شَدَّادِ بنِ أَوْسٍ أنَّ النبيَّ قالَ فَانْطَلَقَتْ تَهْوِي بِنا يَقَعُ حافِرُها حيثُ أَدْرَكَ طَرْفُهَا حتَّى بَلَغْنَا أَرْضًا ذَاتَ نَخْلٍ فَأَنْزَلَنِي فقالَ صَلِّ فَصَلَّيْتُ ثُمَّ رَكِبْنَا فقالَ أَتَدْرِي أَيْنَ صَلَّيْتَ؟ قلتُ اللهُ أعلَمُ قالَ صَلَّيْتَ بِيَثْرِبَ صَلَّيْتَ بِطَيْبَة اﻫ الحديثَ. وهكذا باتَ النّبيُّ يَنْتَقِلُ مِنْ أَرْضٍ إلى أرضٍ علَى البُراقِ ومعَهُ جِبريلُ عليهِ السلامُ فصلَّى بِطُورِ سَيْنَاءَ حيثُ كَلَّمَ اللهُ عزَّ وجلَّ موسَى عليهِ السَّلام، ثُمَّ بِبَيْتِ لَحْمٍ حيثُ وُلِدَ المسيحُ عيسَى ابنُ مريمَ عليهِ السَّلامُ ثم وَصَلَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ.

Continue reading معجزةُ الإسراء

الحذر من أدعياء التصوف زورًا

الحمدُ للهِ نحمدُه ونستعينُه ونستهديهِ ونستغفِرُهُ ونستَرْشِدُهُ ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا ومِنْ سيئاتِ أعمالِنا مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ ولا شبيهَ ولا مَثِيلَ لَهُ مَهْمَا تَصَوَّرْتَ بِبالكَ فاللهُ بِخِلافِ ذلكَ وَمَنْ وَصَفَ اللهَ بِمَعْنًى مِنْ مَعَانِي البَشَرِ فَقَدْ كَفَرَ، وأشهدُ أَنَّ سیدَنا وحبيبَنا وقائِدَنا وَقُرَّةَ أَعْيُنِنَا محمدًا عَبْدُ اللهِ ورسولُه وصفيُّهُ وحبيبُه وخَلِيلُهُ، اللهمَّ صلِّ على سيدِنا محمدٍ وعلَى ءالِه وصحبِه الطيبينَ الطاهرينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بإِحسانٍ إلَى يَوْمِ الدِّينِ، أما بعدُ عبادَ اللهِ فَأُوصِي نَفْسِي وإياكُمْ بِتَقْوَى اللهِ العَظِيمِ القائِلِ في كِتابِه الكَريمِ في سورةِ الأَحْزَابِ ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوۡلا سَدِيدا﴾[1].

لقد أمرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عِبادَهُ الْمُؤْمِنِينَ بِالْقَوْلِ السَّدِيدِ وَهُوَ عِبَارَةٌ عَنِ القَوْلِ الْمُوَافِقِ لِلْحَقِّ الذِي حَسَّنَهُ الشَّرْعُ وَأَقَرَّهُ، وَلَيْسَ القَوْلُ الحَسَنُ السَّدِيدُ هُوَ مَا يَعْتَبِرُهُ الناسُ الذينَ لَيْسَ لَهُمْ فَهْمٌ فِي الدِّينِ قَوْلًا حَسَنًا، لأنَّ أمثالَ هؤلاءِ قَدْ يَرَوْنَ القَوْلَ الفَاسِدَ حَسَنًا كَمَا قَدْ يَرَوْنَ القَوْلَ الحَسَنَ الْمُوَافِقَ لِشَرْعِ اللهِ فَاسِدًا، وَذلكَ أَنَّهُمْ أَضَاعُوا الْمِيزانَ الشرعيَّ فَقَاسُوا الْمَسائِلَ بِمُجَرَّدِ الرَّأْيِ البَعِيدِ عَنْ ضَوَابِطِ النَّقْلِ، وَبِالتَّالِي فَالْعِبْرَةُ إذًا بِالنَّاسِ الذِينَ فَقِهُوا الدِّينَ وَعَرَفُوا كتابَ اللهِ وسُنَّةَ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم وأَقْوَالَ العُلَمَاءِ الْمُعْتَبَرِينَ وَعَمِلُوا بِالْأَحْكَام، لِأَنَّ القَاعِدَةَ الدِّينِيَّةَ التِي لَا يَخْتَلِفُ فِيهَا مُؤْمِنَانِ وَلَا يَنْتَطِحُ فِيهَا عَنْزَانِ أَنَّ مَا حَسَّنَهُ الشَّرْعُ فَهُوَ حَسَنٌ وَمَا قَبَّحَهُ الشَّرْعُ فَهُوَ قَبِيحٌ.

وَمِمَّا ابْتُلِينَا بِهِ في هَذَا الزَّمانِ وَغَيْرِه مِنْ سَالِفِ الأَزْمَانِ نَاسٌ انْتَسَبُوا إلَى التَّصَوُّفِ
وَهُوَ مِنْهَمُ بَرَاءٌ فَخَالَفُوا الكِتابَ وَالسُّنةَ وَلَبَّسُوا علَى العَوَامِّ فَكَانُوا عَوْنًا لِلشَّيطانِ علَى الناسِ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ، وَمَا ذاكَ إِلَّا بِسَبَبِ جَهْلِهِمْ وَإِعْرَاضِهِمْ عَنْ طَلَبِ مَا يَحْتَاجُونَهُ مِنْ عُلومِ الدِّينِ، عَنَيْتُ بذلكَ أَدْعِياءَ التَّصَوُّفِ الذِينَ انْتَسَبُوا إلَى هذَا النَّهْجِ الرَّاقِي الحَسَنِ علَى غَيْرِ مَا يُوَافِقُ أُصُولَ وَقَوَاعِدَ التَّصَوُّفِ، وَذَلِكَ لأَنَّ أصلَ التصوفِ مَبْنِيٌّ علَى مُوَافَقَةِ الكِتَابِ وَالسُّنةِ وإجماعِ الأُمَّةِ وَأَنَّهُ لَا يُعْتَدُّ بِمَا خَالَفَ ذَلِكَ.

Continue reading الحذر من أدعياء التصوف زورًا