Category Archives: خطب الجمعة

عاشوراء

إنّ الحمدَ للهِ نحمَدُهُ ونستعينُهُ ونستهدِيهِ ونشكرُهُ ونعوذُ باللهِ منْ شرورِ أنفسِنا ومنْ سيّئاتِ أعمالِنا، مَنْ يهدِ اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ ومَنْ يُضلِلْ فلا هاديَ لهُ. وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ ولا مثيلَ لهُ، ولا ضدَّ ولا نِدَّ لهُ، وأشهدُ أنّ سيّدَنا وحبيبَنا وعظيمَنا وقائدَنا وقرّةَ أعيُنِنا محمّدًا عبدُهُ ورسولُهُ وصفِيّهُ وحبيبُهُ، بلّغَ الرِسالةَ وأدّى الأمانةَ ونصَحَ الأمّةَ فجزَاهُ اللهُ عنَّا خيرَ ما جزَى نبيًّا مِنْ أنبيائِه. اللهمَّ صلّ على سيّدِنا محمّدٍ خيرِ الكائناتِ وعلى سائرِ إخوانِه منَ النبيينَ الْمُؤَيَّدِينَ بِالمعجزاتِ البَاهرَاتِ وَسَلِمْ تَسْلِيمًا كَثيرًا.

أمّا بعدُ عبادَ اللهِ فإِنّي أُوصِيكُمْ ونَفْسِي بتَقْوَى اللهِ العَلِيِ العَظيمِ والاقتداءِ بالأَنبياءِ والمرسلينَ والسَّعيِ إلى نَيْلِ رِضَا اللهِ رَبِ العالمين. يقولُ اللهُ العليُّ العظيمُ في مُحكمِ كتابِه الكَريم ﴿وَلَقَد أَرسَلنَا نُوحًا إِلَىٰ قَومِهِۦ فَلَبِثَ فِيهِم أَلفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمسِينَ عَاما فَأَخَذَهُمُ ٱلطُّوفَانُ وَهُم ظَٰلِمُونَ ١٤﴾[1]

وقال تعالى ﴿فَأَوحَينَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ ٱضرِب بِّعَصَاكَ ٱلبَحرَ فَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرق كَٱلطَّودِ ٱلعَظِيمِ ٦٣﴾[2]

أيها الأَحِبَّةُ، أيامٌ قليلةٌ تفصِلُنا عن ذِكْرَى عَاشُورَاءَ العاشرِ مِنْ شَهْرِ الْمُحَرَّم، ذِكْرَى اليَوْمِ الذِي نَجَّى اللهُ فيهِ سيّدَنا نُوحًا وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الطُّوفانِ وأَنْزَلَهُمْ من السفينةِ سَالِمِينَ وذِكْرَى اليَوْمِ الذِي نَجَّى اللهُ فيهِ سَيِدَنا مُوسَى وأَتْبَاعَهُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ فِرْعَوْنَ الظالِمِ الكافرِ الأَثيمِ فَقَدْ مرَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بأناسٍ وَقَدْ صَامُوا يومَ عاشُوراءَ فقالَ مَا هذَا مِنَ الصَّومِ قالُوا هذا اليومُ الذِي نَجَّى اللهُ فيهِ مُوسى وبَنِي إسرائيلَ مِنَ الغَرَقِ وغَرِقَ فيهِ فِرْعَوْنُ وهذا اليومُ اسْتَوَتْ فيهِ السفينَةُ أي سفينَةُ نُوحٍ على الجُودِيِّ فصامَهُ نُوحٌ ومُوسَى شُكْرًا للهِ عَزَّ وَجَلَّ فقالَ النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلمَ أَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى وأَحَقُّ بِصَوْمِ هَذَا اليَوْم فأمَرَ أَصحابَه بِالصَوْمِ اﻫ

إخوةَ الإيمانِ سيدُنا نُوحٌ عليهِ السلامُ أرسلَهُ اللهُ إلى قومٍ كفارٍ فصارَ يدعُوهم ليلًا ونهارًا سِرًّا وجِهارًا بالتّرغيبِ تَارَةً والتَّرْهِيبِ تَارَةً أُخْرَى وظَلَّ هَكذَا أَلْفًا إِلا خَمسينَ سنةً لكنَّ أكثَرَهُمْ لَمْ يُؤْمِنْ بَلِ اسْتَمَرُّوا علَى الضّلالِ وَالطُّغْيَانِ وَنَصَبُوا لَهُ العَدَاوَةَ وءَاذَوْهُ بِالاسْتِهْزَاءِ وَالضَّرْبِ بَلْ كانُوا لا يَتْرُكونَهُ حتَّى يُغْشَى عليهِ مِنْ شِدَّةِ الضَّرْبِ فَيَظُنُّونَ أنَّهُ مَاتَ ثمّ يُعافِيهِ اللهُ ولا يُثْنِيهِ ذلكَ أيها الأحبةُ عنِ الدعوةِ إلى اللهِ بل كان يعودُ إليهم ليدعوَهم إلى الإيمانِ مرّةً بعدَ أُخْرَى مِنْ غَيرِ كَلَلٍ وَمِنْ غَيرِ مَلَلٍ إلى أَنْ أَوْحَى اللهُ إليهِ أَنَّهُ لن يُؤمنَ بهِ مِنْ قومِه إلا مَنْ قد ءامنَ فدَعا سيّدُنا نوحٌ على القومِ الكَافِرينَ فقالَ ﴿رَبِّ لَا تَذَر عَلَى ٱلأَرضِ مِنَ ٱلكَٰفِرِينَ دَيَّارًا٢٦﴾[3] أي لا تَتْرُكْ يَا رَبّي أحدًا منَ الكفارِ حيًّا علَى وجهِ الأرضِ فسلَّطَ اللهُ عليهِمْ عِقابَه، سلطَ اللهُ عليهمُ الطُّوفانَ ولَمْ يُبْقِ منَ الكافرينَ أحدًا ونَجَّى اللهُ نَبِيَّهُ ومَنْ ءامَنَ بهِ مِنْ قَومِهِ بالسفينَةِ التِي صَنَعَهَا سيِدُنا نُوحٌ بأَمْرِ اللهِ وَحَفِظَهَا اللهُ بِحِفْظِهِ وعِنايَتِه.

Continue reading عاشوراء

الهجرةُ النبويةُ الشريفَةُ

إنّ الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينُه ونستهديه ونشكرُه ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفُسِنا وسيّئاتِ أعمالِنا، مَنْ يهدِ اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ ومن يُضْلِلْ فلا هادِيَ له، وأشهدُ أن لا إلـه إلا اللهُ وحده لا شريكَ له، ولا مثيلَ له ولا ضدَّ ولا ندَّ له. وأشهدُ أنّ سيّدَنا وحبيبَنا وعظيمَنا وقائِدَنا وقرّةَ أعينِنا محمّدًا عبدُه ورسولُه وصفيُّه وحبيبُه، بلغَ الرسالةَ وأدّى الأمانةَ ونصحَ الأمةَ فجزاهُ اللهُ عنّا خيرَ مَا جزَى نبيًّا مِنْ أنبيائِه. اللهمَّ صلِ علَى سيدِنا محمدٍ صلاةً تَقْضِي بِها حَاجاتِنا وَتُفَرِجُ بها كُرباتِنا وتَكفِينَا بِهَا شَرَّ أَعدائِنا وَسَلِمْ عليهِ وعلَى ءالِه سَلَامًا كَثيرًا.

أما بعدُ عبادَ اللهِ، فإنِي أوصيكُمْ ونفسِي بتَقْوَى اللهِ العَلِيِ العَظِيم، والسَّيْرِ علَى خُطَى رَسُولِه الكريمِ، يقولُ اللهُ تعالى في مُحكَمِ كِتابِه ﴿إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَد نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذ أَخرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ ٱثنَينِ إِذ هُمَا فِي ٱلغَارِ إِذ يَقُولُ لِصَٰحِبِهِۦ لَا تَحزَن إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَيهِ وَأَيَّدَهُۥ بِجُنُود لَّم تَرَوهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلسُّفلَىٰ وَكَلِمَةُ ٱللَّهِ هِيَ ٱلعُليَا وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ٤٠﴾[1]

إخوةَ الإيمان، إنَّ كلامَنا اليَوْمَ عَنْ مُنَاسَبَةٍ مُهِمَّةٍ كَلامُنا عَنْ شَىْءٍ مِنْ سِيرَةِ الْمُصْطَفَى صَلَوَاتُ رَبِي وَسَلَامُهُ عليهِ كلامُنا عنِ الهجرةِ النبويةِ المباركةِ وإنَّ الدروسَ الْمُسْتَفَادَةَ مِنْ سِيرتِه عليهِ الصلاةُ والسلامُ كَثيرَة، كيفَ لَا وَالكلامُ عَنْ سِيرَةِ أَفْضَلِ الناسِ وخيرِ النَّاسِ سيدِنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، فسيدُنا محمدٌ إخوةَ الإيمانِ اصْطَفَاهُ اللهُ بالرِسالةِ وأمرَهُ بالتبليغِ والإِنْذَارِ فدعَا الناسَ إلَى دِينِ الإسلامِ دِينِ جَميعِ الأنبياءِ عليهِمُ السلامُ دِينِ التَّوحِيدِ، دعَا الناسَ إلَى عبادةِ اللهِ الوَاحِدِ الأحَدِ الذِي لا شريكَ له ولا شبيهَ له ولا مثيلَ ولا صاحبةَ له ولا وَلدَ ودعا الناسَ إلى العَدلِ إلى الإِحسانِ إلى مكارِمِ الأخلاقِ، دَعَا قومَه بِصَبْرٍ وَثَبَاتٍ مَعَ إيذائِهِمْ لَهُ وكَيْدِهِمْ لَه، رَمَوْا علَى ظَهْرِه سَلَى جَزُور[2] أَيْ كِيسَ وَلَدِ النَّاقَةِ وَصَبَرَ ولَمْ يَتَخَلَّ عنِ الدَّعْوَةِ إلَى اللهِ، ضُرِبَ بِالحجارَةِ وَصَبَرَ وَلَمْ يَتَخَلَّ عنِ الدعوةِ إلَى اللهِ، عُرِضَ عليهِ المالُ والجاهُ وَلَمْ يَتَخَلَّ عن دينِ اللهِ، هُدّدَ بالقَتْلِ فَلَمْ يَتَخَلَّ عَنِ الدَّعْوَة.

أيها الأحبةُ لقد ثبتَ حبيبُ اللهِ ثَبَاتًا يَتَضَاءَلُ أمامَه ثَبَاتُ الِجبالِ الرَّاسِياتِ، فَاتَّفَقَ المشركونَ على قَتْلِه وَجَمَعُوا مِنْ كُلِ قَبِيلَةٍ رَجُلًا جَلْدًا قَوِيًّا لِيَضْرِبُوهُ ضَرْبَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ حَتَّى يَتَفَرَّقَ دَمُهُ بينَ القَبَائِل، فأتَى جِبْرِيلُ عليهِ السلامُ وأَخْبَرَهُ بِكَيْدِ الْمُشْرِكِينَ وَأَمَرَهُ بِأَنْ لَا يَبِيتَ في مَضْجَعِهِ الذِي كانَ يَبِيتُ فِيهِ، فَدَعَا رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم عليَّ بنَ أبي طالبٍ رضي اللهُ عنه وأَمَرَهُ أن يَبيتَ على فِراشِه ويتَسَجَّى بِبُرْدٍ لَهُ أَخْضَرَ، ففعلَ، وأَمَرَهُ أَنْ يُؤَدِّيَ إلَى كُلِّ ذِي حَقٍ حَقَّهُ، ثمَّ خرجَ صلّى الله عليه وسلّم مُتَوَكِّلًا على اللهِ والكفارُ على بابِه وهـو يقرأُ ﴿يس ١ وَٱلقُرءَانِ ٱلحَكِيمِ ٢﴾ إلَى قولِه تعالَى ﴿وَجَعَلنَا مِن بَينِ أَيدِيهِم سَدّا وَمِن خَلفِهِم سَدّا فَأَغشَينَٰهُم فَهُم لَا يُبصِرُونَ ٩﴾[3] فأَخَذَ اللهُ بأبصارِهم عن نَبِيِّهِ وجعلَ يَذُرُّ حَفْنَةً مِنْ تُرَابٍ كانَتْ بِيَدِهِ عَلى رُؤُوسِهِم فَلَمْ يَرَوْا خُروجَهُ صلَّى الله عليه وسلم.

Continue reading الهجرةُ النبويةُ الشريفَةُ

بعضُ ما يَجْلبُهُ الحجّاجُ معهُم والتحذيرُ من الكتبِ التي شحنت بعبارات التكفير والتضليل للمسلمين

إنَّ الحمدَ للهِ نحمَدُه ونستعينُه ونستهديهِ ونشكُره ونعوذُ باللهِ مِنْ شُرورِ أنفُسِنا ومِنْ سيّئاتِ أعمالِنا، من يهدِ اللهُ فلا مضلَّ له ومن يُضْلِلْ فلا هادِيَ له، وصلى اللهُ على سيدِنا محمدٍ وعلَى ءالِه وصَحابَتِهِ الطّيّبينَ الطّاهرينَ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ولا مَثيلَ له، ولا ضِدَّ ولا نِدَّ له، وأشهدُ أنَّ سيّدَنا وحبيبَنا وعظيمَنا وقائدَنا وقُرَّةَ أعيُنِنا محمّدًا عبدُه ورسولُه وصفيُّهُ وحبيبُه، صلَّى اللهُ وسلَّمَ عليهِ وعلى كُلِ رَسُولٍ أرسلَهُ.

أما بعدُ عبادَ اللهِ فإِنِي أُوصيكُمْ ونفسِي بتقوى اللهِ العَلِيِ العظيمِ القائِلِ في مُحكمِ التّنْـزيلِ ﴿يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلتَنظُر نَفس مَّا قَدَّمَت لِغَد وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُ بِمَا تَعمَلُونَ ١٨﴾[1] فهنيئًا لِمَنِ اتّقَى ربَّه والتزمَ بشرعِ سيّدِنا محمّدٍ صلى الله عليه وسلم وهنيئًا لمن حَجَّ واعتَمَرَ وزَارَ قبرَ النبيِ محمّدٍ صلى الله عليه وسلم وهَنِيئًا لِمَنْ تَمسَّكَ بِنَهْجِ سَيّدِ المرسلينَ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم واهتَدَى بِهَدْيِه. وقَدْ علَّمَ النبيُّ عليه الصلاةُ والسلامُ أُمَّتَهُ كثيرًا مِنَ الأمُورِ التِي تنفعُهم في دينِهم ودُنْياهُمْ وحَضَّهُمْ علَى العَملِ بِها.

إخوةَ الإيمانِ خُطبتُنا اليومَ بِإِذنِ اللهِ رَبِ العالمينَ تَتَركَّزُ علَى أشياء يَجْلِبُها الحجّاجُ عَادةً معهم كالسّواكِ وماءِ زمزمَ وَتَمْرِ المدينةِ المنوّرةِ والسُّبْحَةِ وغيرِ ذلكَ مِنْ تلكَ الدّيارِ العَظيمَةِ مِنْ مكّةَ أُمِ القُرَى وَمِنْ طَيْبَةَ التِي طَابَتْ برسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم.

وسنَبْدَأُ بالتحدُّثِ عنِ السّواكِ فقد قالَ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم السِّواكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ مَرْضَاةٌ لِلرّبِ ا[2] وقالَ أَيْضًا رَكْعَتَانِ بِسِوَاكٍ أفضَلُ مِنْ سبعينَ رَكْعَةً مِنْ غَيرِ سِواك ا[3] والسواكُ شرعًا معنَاهُ استِعمالُ عُودٍ أَوْ نَحوِهِ في الفَمِ لِتَنْظِيفِ الأَسنانِ وأفضلُ ما يُسْتَعْمَلُ لذلكَ هو خَشَبُ الأَراكِ فَيُسَنُّ الاسْتِياكُ عندَ القِيامِ إلى الصّلاةِ وكذلكَ للوضوءِ فَيَسْتَاكُ بعدَ غسلِ الكفَّينِ كما يُسَنُّ الاستياكُ للتيمُّمِ ولِقراءةِ القرءانِ ولصُفْرَةِ الأسنانِ وللطّوافِ وعندَ القيامِ منَ النومِ، ويُسَنُّ أن يستاكَ المسلمُ باليدِ اليُمْنى وأن يبدأَ بالجانبِ الأيمنِ مِنْ فمِهِ وأن يُمِرَّهُ على سَقْفِ حَلْقِهِ إِمْرَارًا لطيفًا ويَنْوِي بِالاسْتِيَاكِ السنّةَ. ومِنْ فوائِدِ السواكِ أنه يُطَهِّرُ الفَمَ ويُرْضِي الربَّ ويَشُدُّ اللِّثَةَ ويُضاعِفُ الأجرَ ويُبَيِّضُ الأسنانَ ويُساعدُ على إخراجِ الحروفِ من مَخارِجِها ويُذَكِّرُ بالشهادةِ عندَ الموتِ وَمَنْ مِنّا لا يتَمنَّى أن ينطِقَ بالشهادةِ عندَ الموتِ فحَافِظُوا إخوةَ الإيمانِ على هذهِ السنّةِ العظيمَة.

Continue reading بعضُ ما يَجْلبُهُ الحجّاجُ معهُم والتحذيرُ من الكتبِ التي شحنت بعبارات التكفير والتضليل للمسلمين

بيان حكم شد الرحال لزيارة قبر النبي محمد

إنَّ الحمدَ للهِ نحمَدُهُ ونستعينُهُ ونستهديهِ ونشكُرُهُ ونستغفِرُهُ ونتوبُ إليهِ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنْفُسِنا ومِنْ سَيّئاتِ أعمالِنا، مَنْ يهدِ اللهُ فلا مُضِلَّ لَهُ ومَنْ يُضْلِلْ فلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لَا شَرِيكَ لهُ ولا مَثِيلَ وَلَا ضِدَّ وَلَا نِدَّ لَهُ. وأشهدُ أنّ سَيّدَنا وحبيبَنا وعظيمَنا وقائدَنا وقُرّةَ أعيُنِنا محمّدًا عبده ورسولُهُ وصفيُّهُ وحبيبُهُ، مَنْ بَعَثَهُ اللهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ هَادِيًا ومبشّرًا ونذيرًا، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى كُلِّ رَسُولٍ أَرْسَلَهُ.

أمّا بَعْدُ أَيُّها الأَحِبَّةُ فَأُوصِي نفسِي وأُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ وَبِالتَّمَسُّكِ بِسُنَّةِ النَّبِيِّ الكَرِيمِ الذِي أَرْسَلَهُ اللهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ وَغِيَاثًا لِلْمَكْرُوبِينَ ومَلْجَأً لِلْخَائِفِينَ صَلَوَاتُ اللهِ الْبَرِّ الرَّحِيمِ والملائكَةِ الْمُقَرَّبِينَ علَى سَيِّدِنا وَنُورِ عُيونِنا مُحَمَّدٍ وَعَلَى جَمِيعِ إخوانِه الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ.

إِخْوَةَ الإيمانِ جَاءَ في تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تعالَى ﴿وَمَا أَرسَلنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذنِ ٱللَّهِ وَلَو أَنَّهُم إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُم جَاءُوكَ فَٱستَغفَرُواْ ٱللَّهَ وَٱستَغفَرَ لَهُمُ ٱلرَّسُولُ لَوَجَدُواْ ٱللَّهَ تَوَّابا رَّحِيم     ا ٦٤﴾[1] أَنَّ مَنْ ظَلَمَ نَفْسَهُ بِشِرْكٍ أَوْ كُفْرٍ غَيْرِ شِرْكٍ أَوْ أَيِّ ذَنْبٍ دُونَ الكُفْرِ وَالشِّرْكِ ثُمَّ جَاءَ إلى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَائِبًا مُسْتَغْفِرًا اللهَ مِمَّا اقْتَرَفَهُ، وللملاحظةِ إخوةَ الإيمانِ فَإِنَّ التوبةَ مِنَ الكُفْرِ بِأَنْوَاعِهِ تَكُونُ بِالتَّشَهُّدِ وَلَيْسَ بِمُجَرَّدِ قَوْلِ أَسْتَغْفِرُ الله، فَإِنَّ اللهَ تعالَى يَقْبَلُ تَوْبَتَهُ وَيَمْحُو عَنْهُ خَطِيئتَهُ، ، وَقَوْلُهُ تعالَى ﴿جَاءُوكَ﴾ خِطَابٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلَيْسَ ذلكَ الْمَجِيءُ مُقَيَّدًا بِكَوْنِهِ فِي حَالِ حَيَاتِهِ صلى الله عليه وسلم فَقَدْ رَوَى النَّوَوِيُّ وَغَيْرُه أنَّ أعرابِيًّا جَاءَ إلَى قَبْرِ رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم وقالَ السَّلَامُ عليكَ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ اللهُ تعالى ﴿وَلَو أَنَّهُم إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُم جَاءُوكَ فَٱستَغفَرُواْ ٱللَّهَ وَٱستَغفَرَ لَهُمُ ٱلرَّسُولُ لَوَجَدُواْ ٱللَّهَ تَوَّابا رَّحِيم   ا ٦٤﴾[2] وَقَدْ ظَلَمْتُ نَفْسِي وَجِئْتُكَ مُسْتَغْفِرًا مِنْ ذَنْبِي ثُمَّ ذَهَبَ وَكَانَ عِنْدَ القَبْرِ الشَّرِيفِ رَجُلٌ سَمِعَهُ وَنَامَ بَعْدَ ذَهَابِهِ فَرَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لَهُ أَدْرِكِ الأَعْرَابِيَّ وَقُلْ لَهُ قَدْ غفَرَ اللهُ لَكَ اهـ فَمَنْ قَصَدَ قَبْرَ النَّبِيِّ لِأَجْلِ زِيَارَتِهِ لِلسَّلامِ وَالاعْتِبَارِ وَالتَّبَرُّكِ فَقَصْدُهُ حَسَنٌ وَزِيَارَتُهُ حَسَنَةٌ فِيهَا خَيْرٌ وَثَوابٌ. وقَدْ روى البيهقيُّ عن مالِكِ الدارِ وكان خَازِنَ عُمَرَ أنَّ صَحَابيًّا هُوَ بِلالُ بنُ الحَارِثِ الـمُزَنِـيُّ قَصَدَ قَبْرَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم في زَمَنِ سَيِّدِنا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ أدرِكْ أُمَّتَكَ فَإِنَّهُمْ قَدْ هَلَكُوا أَيْ بِانْحِبَاسِ الْمَطَرِ عَنْهُمْ فَجَاءَهُ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في الْمَنَامِ وَقَالَ لَهُ إِنَّهُمْ سَيُسْقَوْنَ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَصَدَ سَيِّدَنا عُمَرَ رضي اللهُ عنه فأخبَرَهُ فبكَى سيدُنا عُمَرُ اهـ وهَذَا حَدِيثٌ ثَابِتٌ صَحِيحٌ فَبَعْدَ هَذَا مِنْ أَيْنَ يَقُولُ بَعْضُ أَهْلِ البِدَعِ إنَّ قَصْدَ قَبْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلْبَركَةِ حَرَامٌ أَوْ شِرْكٌ وَمِنْ أينَ يقولُونَ إنَّ السَّفَرَ لِزِيَارَتِهِ مَعْصِيَةٌ. وَهَلْ كَانَ سَيِّدُنا عُمَرُ وَسَائِرُ الخلفاءِ الراشدينَ والصحابةِ الأَكَارِمِ يُشَجّعونَ الـمُنْكَرَاتِ وَيَفْتَحُونَ                                                                                                                                                      أَبْوَابَ الشِّرْكِ وَيْسكُتُونَ عَنِ النَّهْيِ عَنِ البَاطِلِ. حَاشَا وَكَلَّا.

Continue reading بيان حكم شد الرحال لزيارة قبر النبي محمد