الحمدُ للهِ خالِقِ الأرضِ وَالسّموات، الْمُتَقَدِّسِ عنِ الحَدَثِ والنُّقْصَانِ وَالآفَات، الْمُسْتَحِقِّ لِكَمَالِ النُّعوتِ وَالصِّفَات، وأشهدُ أَنْ لَا إله إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له الْمُنَزَّهُ عنِ الحُدُودِ وَالغَاياتِ وَالأَركَانِ والأَعْضاءِ والأَدَوَاتِ وَلا تَحْوِيهِ الْجِهَاتُ السِّتُّ كَسَائِرِ الْمُبْتَدَعَاتِ وأشهدُ أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه صاحِبُ النَّسَّبِ الأَشرفِ مِنْ ءاباءٍ وَأُمَّهَاتٍ، المبعوثُ بِالْمُعْجِزَاتِ البَالِغَاتِ البَاهِرَات، مَنْ خَتَمَ اللهُ بهِ النُّبُوَّةَ وَالرِّسالات. صلّى اللهُ على سيدِنا محمدٍ وعلى ءالِه وأصحابِه أُولِي الهِمَمِ العَالِيَات.
أما بعد فيا عبادَ اللهِ، فإني أوصي نفسيَ وأوصيكم بتقوى اللهِ العليِّ القديرِ، يقولُ اللهُ تبارك وتعالى في محكمِ كتابِه الكريمِ ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35)﴾
إخوة الإيمان، إنَّ دينَ الإسلامِ دينٌ عظيمٌ وإنَّ وعدَ اللهِ حقٌّ ولا يُخلِفُ اللهُ تعالى وعدَه، وإنَّ الكيسَ الفَطِنَ الذكيَّ من تمسَّكَ بتعاليمِ هذا الدينِ العظيمِ وتمسَّكَ بالخصالِ الحميدةِ الطيبةِ وثبتَ عليهَا إلى المماتِ.
إن وجودَ المرأةِ الصالحةِ من نعمِ اللهِ علينا ولنا في ذكرِ السلفِ الصالحِ من النساءِ عِبَرٌ ومواعظُ، فها هي السيدةُ الجليلةُ مريمُ بنتُ عمرانَ سيدةُ نساءِ العالمين، التي وصفَها اللهُ تعالى في القرءانِ الكريمِ بالصِّدِّيقةِ والتي عاشَتْ عيشةَ الطُّهرِ والنـزاهةِ والتَّقوى وفضَّلَها اللهُ تبارك وتعالى على نساءِ العالمين. قالَ عز وجل﴿وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42) يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ43)﴾
كانتِ السيدةُ الجليلةُ مريمُ أمُّ نبيِّ اللهِ عيسى عليه السلام تعبُدُ اللهَ تعالَى وتقومُ بخدمةِ المسجدِ ولا تخرجُ منه إلا في زمنِ حيضِها أو لحاجةٍ ضروريةٍ لا بد منها.
يليها في الفضلِ البَضْعَةُ النَّبَوِيَّةُ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِيْنَ فِي زَمَانِهَا، بِنْتُ سَيِّدِ الخَلْقِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبِي القَاسِمِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ القُرَشِيَّةُ الهَاشِمِيَّةُ وَأُمُّ الحَسَنَيْنِ، وأُمُّها أُمُّ المؤمنينَ السيدةُ خديجةُ بِنْتُ خُوَيْلِد. وَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّهَا وَيُكْرِمُهَا وَيُسِرُّ إِلَيْهَا. أما مَنَاقِبُهَا فهي غَزِيْرَةٌ فقد كَانَتْ صَابِرَةً طاهِرةً دَيِّنَةً خَيِّرَةً صَيِّنَةً قَانِعَةً شَاكِرَةً للهِ. وروَى الحَاكِمُ عن عائشةَ رضي اللهُ عنها قالَتْ ما رأَيْتُ أَحَدًا كانَ أَشْبَهَ كَلامًا وحَدِيثًا بِرَسُولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم مِنْ فاطمةَ وكانَتْ إذَا دخَلَتْ عليهِ قامَ إِلَيْهَا فَقَبَّلَها وَرَحَّبَ بِها وَأَخَذَ بِيَدِهَا فأَجْلَسَها فِي مَجْلِسِه. وكانَتْ هي إذا دخَلَ عَلَيْهَا رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قامَتْ إليهِ مُسْتَقْبِلَةً وَقَبَّلَتْ يَدَهُ اهـ فالسيدَةُ فاطمةُ عليها السلامُ وإِنْ كانَتْ أصغَرَ بناتِ الرسولِ سِنًّا لكنْ كانَتْ أَتْقَى وَأَخْشَعَ وَأَخْشَى للهِ تعالى، كانَتْ روحُها أَقْوَى تَعَلُّقًا بِطاعةِ اللهِ تعالى مِنْ أَخَواتِها الثَّلاثِ زَينَبَ ورُقَيَّةَ وَأُمِّ كُلْثُوم. فاطمةُ كانَتْ أَشَدَّ عِبادَةً لله تعالى.
وعَنْ سيِّدنا عَلِيٍّ رضي الله عنه أَنَّ السيدةَ فَاطِمَةَ رضي الله عنها شَكَتْ مَا تَلْقَى مِنْ أثرِ الرَّحَى فِي يَدِهَا (فَفِي الماضِي كانُوا يَطْحَنُونَ وَيَعْجِنُونَ في البُيُوتِ لَيْسَ كاليوم) فَأَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْأَلُهُ خَادِمًا فَلَمْ تَجِدْهُ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها فَلَمَّا جَاءَ أَخْبَرَتْهُ، قَالَ علي فَجَاءَنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا فَذَهَبْتُ أَقُومُ فَقَالَ مَكَانَكَ فَجَلَسَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي فَقَالَ أَلا أَدُلُّكُمَا عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ ؟ (أي جاريةٍ لأنَّ لفظَ الخادِمِ يُطلقُ على الذَّكرِ والأُنثى) أَلا أَدُلُّكُمَا عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ؟ إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا فَسَبِّحَا ثَلاثًا وَثَلاثِينَ وَاحْمَدَا ثَلاثًا وَثَلاثِينَ وكَبِّرَا أربعًا وَثَلاثِينَ فَهُو خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ اهـ
تعرفونَ لماذا قال لهما هذا ؟ لأنَّ الآخرةَ خيرٌ وأبقَى. وقد قال بعضُ الْمُفَسِّرينَ يَحْصُلُ لَهَا بِسَببِ هذهِ الأَذْكَارِ قُوَّةٌ فتقدِرُ على الخدمةِ أكثرَ مما يَقدِرُ الخادمُ. واللهُ قادرٌ على كلِّ شَىء لا يُعجزُهُ شَىءٌ أبدا، أليسَ وردَ في الحديثِ الشريفِ أنه تحصُلُ مجاعةٌ أيامَ الدجال، وأنَّ الأتقياءَ يشبَعُونَ بالتَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّسْبِيحِ وَالتَّحْمِيدِ وَيُجْرَى ذَلِكَ عَلَيْهِمْ مُجْرَى الطَّعَامِ؟ بلى.
بعدَ ذلكَ نَتَحَدَّثُ عَنْ أَفْقَهِ نِسَاءِ العَالَمينَ الطَّاهِرَةِ الْمُطَهَّرَةِ البَرِيئَةِ الْمُبَرَّأَةِ الصِّدِّيقةِ بنتِ الصِّدِّيقِ أمِّ المؤمنينَ السيدةِ عائشةَ رضي الله عنها وعَنْ وَالِدِهَا وَأَكْرَمَ مَثْوَاهَا وَحَشَرَنَا مَعَهَا تَحْتَ لِوَاءِ حَبِيبِه محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم. فَهِيَ حبيبةُ رسولِ اللهِ ابنَةُ حبيبِ رسولِ الله، أَبُوها أبو بَكْرٍ الصديقُ صاحبُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الغَارِ وأوَّلُ مَنْ ءَامَنَ مِنَ الرِّجَال. وَفِيمَا يُذْكَرُ في مَحَبَّةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لَهَا مَا رُوِيَ عَنْ قَيْسِ بنِ أَبِي حَازِمٍ أَنَّ عَمْرَو بنَ العَاصِ قالَ يا رسولَ اللهِ مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إليكَ قالَ عائِشَةُ قالَ إِنَّمَا أَقُولُ مِنَ الرِّجالِ قالَ أَبُوهَا اهـ فكانَتْ مَحَبَّةُ النبِيِّ ظاهِرَةً لِأُمِّ المؤمنِينَ عائِشَةَ رضيَ اللهُ عنهَا وهذَا كانَ مَعْرُوفًا بينَ الصَّحَابَةِ حتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ كانَ إِذَا أرَادَ أَنْ يُهْدِيَ هَدِيَّةً إلى رَسولِ اللهِ تَحَرَّى يَوْمَ عائِشَةَ كيفَ لا وَكانُوا يُسَمُّونَها حَبِيبَةَ رَسُولِ الله. وَمِمَّا جاءَ في فَضْلِها رضيَ اللهُ عنها قولُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَضْلُ عَائِشَةَ علَى النِّساءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَام وفي هذَا فَضِيلَةٌ سَنِيَّةٌ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها لأنَّهُ شَبَّهَهَا بِأَفْضَلِ الطَّعَامِ وَهُوَ أَكْثَرُ تَغْذِيَةً مِنْ غَيْرِه. وَقَدْ مُرِّضَ رَسُولُ اللهِ في بَيْتِهَا وَمَاتَ بَيْنَ سَحْرِهَا وَنَحْرِهَا وفِي يَوْمِهَا وَدُفِنَ فِي حُجْرَتِها.
إِخْوَةَ الإِسلامِ لَمْ تَسْلَمِ السَّيِّدَةُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عنهَا معَ مَا كانَتْ عليهِ مِنَ التَّقْوَى وَمَخَافَةِ اللهِ مِنْ أَلْسِنَةِ السُّوءِ حَتَّى إِنَّهَا رَمَتْهَا بِالْفَحْشَاءِ فَاغْتَمَّتْ لِذلكَ وَصَبَرَتْ فَأَنْزَلَ اللهُ تعالَى بَراءَتَها وإِكْذَابَ مَنْ قَذَفَهَا قالَ اللهُ تعالَى ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11)﴾
وأما السيدةُ الجليلةُ أمُّ سُلَيم زوجةُ الصحابيِّ الجليلِ أبي طلحةَ رضيَ اللهُ عنهما فلنا في قصةِ صبرِها على موتِ ولدِها عبرةٌ عظيمةٌ. فقد روَى مسلمٌ أنه ماتَ ابنٌ لأبي طلحةَ من أمِّ سُليم فقالت لأهلِها لا تحدِّثوا أبا طلحةَ حتى أكونَ أنا أحدِّثُه. فجاءَ أبو طلحةَ رضي اللهُ عنه فقرَّبت إليه عَشاءً فأكلَ وشربَ. اعتبروا إخوةَ الإيمان … المرأةُ المصابةُ بولدِها بِثَمَرةِ فُؤَادِهَا يأتِي زوجُها فتقربُّ إليهِ العَشاءَ فيأكُلُ ويشربُ، وليس هذا فقط بل تصنَّعت له أحسنَ ما كانت تصنعُ قبلَ ذلكَ، يعني تزيَّنت لهُ فوقَع بِها أي جامَعها، فَلَمَّا أَنْ رَأَتْ أَنَّهُ قَدْ شَبِعَ وَأَصَابَ مِنْهَا قَالَتْ يَا أَبَا طَلْحَةَ أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ قَوْمًا أعَارُوا عَارِيَّتَهم أهلَ بيتٍ فطلبُوا عاريتَهم ألهم أن يمنعوهُم؟ قالَ لا، فقالَت فاحتسِبِ ابنَك، أخبرَته بوفاةِ ولدِه، فغضبَ وانطلقَ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فأخبرَه بما كانَ فقالَ له صلى الله عليه وسلم باركَ اللهُ لَكُمَا فِي لَيْلَتِكُمَا اهـ
إنَّ منَ النساءِ مَنْ يَكْفُرْنَ بِاللهِ تعالى بالاعتراضِ عليهِ عندَ نزولِ المصيبةِ، خاصَّةً إذا ماتَ لهن ولدٌ والعياذُ باللهِ.
في الماضي منَ النساءِ من كنَّ يَعْمَلْنَ مَبَرَّاتٍ فيها خِدْمَةٌ كبيرةٌ للمسلمينَ مِثْلُ زُبَيْدَةَ رحمَها الله، وهي امْرَأَةُ هَارُونَ الرشيدِ التي عمِلَتْ عمَلًا نَافِعًا كَبِيرًا حيثُ أجْرَتِ الماءَ مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ إلَى عرَفَات، وَلَوْلَا هذَا الْمَاءُ لَهَلَكَ كَثِيرٌ مِنَ الحُجَّاجِ، وَهِيَ عَمِلَتْ ذلك ابتغاءَ رضا اللهِ سبحانَه وتعالى.
ولو نظرنا إلى حالِ كثيرٍ منَ النِّسْوَةِ الغَنِيَّاتِ هذِهِ الأيَّام، لوجدنا تنافُسًا بينهنَّ في اللباسِ الفاخرِ والمركوباتِ النفيسةِ والبيوتِ الفَخْمَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ.
اللهم انفَعْنا بعبادِك الصالحينَ والصالحاتِ، اللهم اجعَلنا من عبادِك الصالحينَ الخاشعينَ الصابرينَ الراكعينَ الساجدينَ، الآمرينَ بالمعروفِ والنَّاهِينَ عنِ المنكرِ. هذا وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم.
الخطبةُ الثانيةُ
إنّ الحمدَ للهِ نَحمدُهُ ونَستعينُهُ ونَستهدِيهِ ونشكُرُه ونَستغفرُه ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا ومن سيِّئاتِ أعمالِنا، مَنْ يَهْدِ اللهُ فلا مُضِلّ لهُ ومَن يُضلِلْ فلا هادِي لهُ، والصلاةُ والسلامُ على سَيِّدِنا محمدٍ الصادِقِ الوَعْدِ الأَمينِ وعلَى إِخوانِه النبيِّينَ وَالْمُرْسَلِين. وَرَضِيَ اللهُ عَنْ أُمَّهاتِ المؤمِنينَ وءالِ البَيْتِ الطَّاهِرينَ وَعَنِ الخُلفاءِ الرَّاشدِينَ أبِي بكرٍ وعُمَرَ وعُثْمَانَ وَعَلِىٍّ وعَنِ الأَئِمَّةِ الْمُهْتَدِينَ أبِي حنيفَةَ ومَالِكٍ والشافِعِيِّ وأحمَدَ وعنِ الأولياءِ والصَّالحينَ أمَّا بعدُ عبادَ اللهِ فإِنِّي أوصيكُمْ ونفسِي بتَقوَى اللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ فاتّقوه.
واعلَموا أنَّ الله أمرَكُمْ بأمْرٍ عظيمٍ أمرَكُمْ بالصلاة والسلام على نبيِّهِ الكريم فقال ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسلِيمًا﴾ اللهُمَّ صَلِّ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا صلّيتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ وبارِكْ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا بارَكْتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ يقول الله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَىْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾ اللهم إِنَّا دَعَوْنَاكَ فَاسْتَجِبْ لَنَا دُعاءَنا فَاغْفِرِ اللهم لنا ذُنوبَنَا وإِسرافَنَا في أمرِنا اللهم اغفِرْ لِلمؤمنينَ والمؤمناتِ الأَحْياءِ منهم والأَمواتِ ربَّنا ءاتِنَا فِي الدُّنيا حسنَةً وفِي الآخرَةِ حسنَةً وقِنَا عَذَابَ النارِ اللهُمَّ اجعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ غيرَ ضَالِّينَ وَلا مُضِلِّينَ اللهم استُرْ عَورَاتِنا وءامِنْ رَوْعاتِنَا واكْفِنَا ما أَهَمَّنا وَقِنَا شَرَّ مَا نَتَخَوَّفُ، اللهم اجْزِ الشيخَ عبدَ اللهِ الهررِيَّ رَحَمَاتُ اللهِ عليهِ عنَّا خَيْرا. عبادَ الله إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بالعَدْلِ والإِحسانِ وإِيتاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ اذكُروا اللهَ العظيمَ يُثِبْكُمْ واشكُروهُ يزِدْكُمْ، وَاسْتَغْفِرُوهُ يغفِرْ لكُمْ واتّقوهُ يجعلْ لكُمْ مِنْ أَمرِكُمْ مخرَجًا، وَأَقِمِ الصلاةَ.