إن الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينُه ونستهديهِ ونشكرُه ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له ومن يُضلِلْ فلا هاديَ له وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريكَ له ولا مثيلَ له ولا ضدَّ ولا ندَّ له، وأشهدُ أن سيدَنا وحبيبَنا وعظيمَنا وقائدَنا وقرةَ أعينِنا محمدًا عبدُه ورسولُه وصفيُّه وحبيبُه صلى الله وسلم عليهِ وعلى كلِّ رسولٍ أرسلَه.
هو أبو بكرٍ الصديقُ معدِنُ الهدى والتصديقِ واسمُه عبدُ اللهِ بنُ أبي قُحافةَ القُرَشي، ولدَ بعد الفيلِ بنحوِ ثلاثِ سنينَ وكانَ من رؤساءِ قريشٍ وعلمائِهم مُحَبَّبًا فيهم زاهِدًا خاشعًا حليمًا وَقُورًا مِقدامًا شُجاعًا صابرًا بَرًّا كريمًا رؤوفًا رحيمًا. كانَ أبيضَ اللونِ نحيفَ الجسمِ خفيفَ العارضينِ ناتئَ الجبهةِ أجودَ الصحابةِ، أولَ من أسلمَ من الرجالِ وعمرُه سبعٌ وثلاثونَ سنةً عاشَ في الإسلامِ ستًّا وعشرينَ سنةً. وذكرَ محمدُ بنُ إسحاقَ أنهُ أسلمَ على يدِه منَ العَشَرةِ المُبشِّرينَ بالجنةِ خمسةٌ وهم عثمانُ بنُ عفان، وطلحةُ بنُ عبيدِ اللهِ، والزبيرُ بنُ العوَّامِ، وسعدُ بنُ أبِي وقاص، وعبدُ الرحمنِ بنُ عوف رضي الله عنهم.
Continue reading أبُو بَكْر الصِّدِّيق أَولُ الخلَفَاءِ الرَّاشِدِين